#بيت #عربيّ / أحمد المثاني

#بيت #عربيّ
أحمد المثاني

حدثني صاحبي اليعربي عن أبيه القحطاني ، فقال :
.. كان مما بقي من ضِياعنا ، و مما هو شاهد ضَياعنا .. دار أو بيت #عربيّ .. متهالك بعد أن كان عامراً بالخلّان و الإخوان ، في سالف
العصر و الأوان .. و كان يعجّ بالحركة و هو
ينعُم بالخير و البركة ..
و قد أصبح هذا البيت غريباً بين البيوت
الحديثة .. التي كسا أسطحها القرميد ، و
و تحلّت بكل جديد .. و استطالت أبراجها
للقريب و البعيد ..
أصبح هذا البيت “#عِجْبَةً للسائحين و الزائرين .. و لما كان هذا الحرص و الاهتمام
قلنا لا بدَّ أن نجعل أموره تمام التمام ..
فأعملنا فيه يد التجديد و التحديث ، ليصبح
مدار كلِّ حديث .. و ليفوز في مسابقة التراث ..
فقمنا بالإصلاح المطلوب .. و كسونا ما تهالك من الطوب .. و عملنا له اللازم من
المكياج .. بتلوين البيت و السياج ..و
باحدث الصبغات و الماركات من #شانيل
و عملنا للبيت تصغير .. و تكبير .. و نفخ
و شفط .. فشفطنا له كل الدهون .. و
سلّكنا مجاريه .. بحيث لا يستطيع أي بيت
أن يجاريه .. و استبدلنا مصطبته الاسمنتية
بالسيراميك .. و البورسلان .. حتى غدا
تحفة العصر و الأوان .. و عمدنا إلى بيت
الراحة .. مما يسمية العامة بالمرحاض ..
فخلعنا #العربي و ركّبنا #الافرنجي ،
لأنه أكثر راحة .. و بعضهم – كما سمعنا –
يحلو له – عليه ، قراءة الجرائد و نظم القصائد .. و لذا ، لم نندم على #العربي
حين عرفنا قيمة #الإفرنجي ..
و بعد عمليات التغيير و التبديل .. جاءتنا
لجان المعاينة و التحكيم ، لاضافة هذا البيت للتراث الإنساني ..
و يا للمفاجأة .. بعد مشاورات و مداولات
و غريب النظرات .. جاء في التقرير :

.. هذا البيت ، فقد هويته ، و خسر أمنيته
فلا هو #عربي ، يُشهد له بالتراث . . لا
بالبناء .. و لا بالأثاث .. و لا هو #بالحديث
من فنّ العمارة .. بل غريب في الحيّ و الحارة ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى