بيان صادر عن التيار الأردني 36 (أحرار وطن)

سواليف

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي للتيار الأردني 36 (أحرار وطن), تناول حصرا, قضية الوطن وابنه الرقيب أول معارك ابو تايه الحويطات, وما صدر عليه من حكم صدم الجميع, وصدر عن الاجتماع البيان التالي:
ليس لنا وطنا غيره, ولن نرضى بغيره وطنا, يسكننا الأردن العزيز, مثلما نسكنه, ونعشقه بلا شروط أو عوائد أو فوائد ذاتية. خوفنا عليه بلا حدود, نحرص على أمنه ودوام عافيته, ونرعاه كما شغاف القلب وبؤبؤ العين.
ندرك ان موقع هذا الوطن الجغرافي في اقليم دائم الإضطراب شديد الإلتهاب, مع ضعف موارده ومحدودية امكانياته, قد ضاعفت حساسية الوضع ورفعت وتيرة الأخطار المحدقة بنا دائما, وشكلت لنا هاجسا ثقيلا, واحتاجت لكثير من الحكمة والرشد السياسي لتجنب الأخطر والأصعب, ومنع الإنزلاق الى أتون المنطقة المحترقة, وتحصين الوطن من شرر البركان الإقليمي وسمّية أحداثه الجلل,
وندرك أن هذا الوضع الأردني الخاص الذي نعيشه, قد فرض علينا العديد من التحالفات البينية والدولية والاستضافات العسكرية التي لا تقنع الجميع من هذا الشعب المؤمن المحتسب, المنافح عن حرية مواطنه واستقلال وسيادة وطنه,
كما وندرك انه وبرغم الضنك الاقتصادي, المواكب لأحداث المنطقة وحالة الاحتراب المستديم, قد ظل مركبنا ولله الحمد بعيدا عن موانيء الأعاصير وهوج النوّ, وأغلقنا دون الفئات الضالة والفكر اللئيم, أبواب وطننا وحدوده, حتى باغتنا بين الفينة والأخرى الخطر من مأمن, وخسرنا شهداء دفعوا عن الأردن بأرواحهم, وفقدنا من خيرة أبنائنا الخيرة, الذين رووا تراب الوطن بزكي الدم,
وقد كان العسكر وفي كل مؤسساتهم وأجهزتهم الأبية, وما يزالون, هم خيرة الخيرة في هذا الوطن, نذروا أنفسهم له, وكرّسوا زهرة أعمارهم للذود عنه, حلفوا على ترابه أن يحموه وعلى حدوده ان يصونوه, ودفعوا لذلك الكثير, وكانوا دائما وأنّما حلّوا وخدموا, على امتداد الوطن والعالم, مثالا يحتذى للشرف العسكري, ونبراسا يبحث عن نظيره للانضباط والالتزام بالأوامر المحددة لاحتراف العسكرية وسمعة الوطن وهيبته, تماما مثل عشائر هذا الوطن التي رفدته بفلذات الأكباد وشقائق الروح, محمّليهم الأمانة الوطنية والمسؤولية الكأداء, يؤدون رسالتها النبيلة باقتدار وإيثار لا يُوازى ولا يُجارى.
وما هو الرقيب أول, يا جلالة الملك, معارك أبو تايه الحويطات, الا واحدا من خيرة الخيرة هؤلاء, الذين حملوا الوطن في كل جوارحهم, وزيّنوا جباههم السمراء بشعار الجيش العربي, سور هذا الوطن وحدّه المنيع, وابن الأردنيين, وواحدة من أعز قبائل هذا الحمى الأردني العزيز, ومن الأكثر تقدمة وتضحية وعطاء, والأكثر فخرا ومباهاة بخدمة الوطن عبر مؤسساته العسكرية والأمنية الباسلة, وعبر تاريخه الطويل المتوارث.
معارك الحويطات, أردني لا يغدر آمنا ولا يطعن ظهرا, ما تربّى الا على الخلق العسكري الأردني القويم, وسوادي فرسان القبائل الأردنية النبيلة, وفي صميم موروثها العبِق, احترام واقراء الضيف وضمان سلامته, ولكنه أيضا من أولئك الأرادنة الذين يرفضون التطاول على أردنّهم, ترابا وماء وفضاء وسيادة, وما تصرف معارك, ابن المؤسسة العسكرية الأردنية, الا من هذا الوحي والدافع, لم ينكص لحظة ولم يتدثر بخوف على روحه وسلامته الشخصية.
ومهما كان الأمر والحال الذي واكب الحدث وقضية الرقيب أول معارك الحويطات, ومسبباتها وحيثياتها, ودون الخوض بتفاصيل وصلاحيات واختصاص محكمة أمن الدولة بمحاكمته, ودون الاستنارة بحالات مشابهة بعلاقة الحلفاء والأصدقاء, ونحن في شديد الخوف على أردننا العزيز, وسلامة أمنه المجتمعي, ودرءا للفتنة ومداخل الشر والشرر, ونحن نتوجس خيفة وحذرا من كثيرين ممن يتربّصون ويريدون لهذا الوطن الضُر والسقوط في هاوية الريبة والهلاك,
فإننا نناشد ولي الأمر, جلالة الملك, القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي), بالتدخل المباشر, لإنصاف معارك أبو تايه الحويطات, ورفع الحيف عنه, والذي وقع على شعبنا الأردني, موقع المفاجأة الصادمة والأذى والأسى وعميق الإصابة, بعد أن تواتر الثناء على احترافية معارك العسكرية, وقيامه بالمهمة الجليلة الموكلة اليه على خير وجه, مطبقا قواعد الاشتباك وملتزما بالأمر العسكري الدقيق, وهو يحرس أمن وسيادة واحد من أكثر ثغور الوطن حساسية وأحوجها أمنا وسلامة وحزما,
حمى الله الوطن, وأدام عزّه

التيار الأردني 36 (أحرار وطن)
عمان, في 20.07.2017

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى