بعض ملامح الكتاب / منصور ضيف الله

بعض ملامح الكتاب

يتسم بعض الكتاب بالبساطة التي تقرب حد السذاجة ، تأخذنا الطيبة إلى حدود قصية ، نندهش من أبسط المواقف ، ننفعل معها ، ونستهلك كثيرا من طاقتنا الروحية والنفسية في تتبعها ، ومعرفة مآلاتها .

ظلت البساطة جزءا من تكويني الداخلي ، القول عندي لا يحتاج تأويلا ، أو تفسيرا ، أحاول رسم الصورة كما أشاهدها ، وأضيف عليها بعض ملامحي الداخلية ما أستطعت .

ظل الطفل في داخلي ، حاولت مرات كثيرة نفيه ، ولكنه في كل مرة يعود أكثر استقرارا وتمكنا ، يرى كثيرا ، وينفعل كثيرا ، وينسى كثيرا . هذه الحالة حرمتني عبر طفولتي ومراهقتي واقع الاستقرار ، وحسن التكيف ، بل والنجاح ، فكيف لمن يرى الأشياء بعين الروح أن يعيد معاينتها بعين الواقع ، والمصالح والتنازع ، وكيف لمن تنطبع عنده المشاهد عميقا أن يتخلص منها ، أو يعيد صياغتها ، والمشهد الأول راكز لا يتقلقل ، يفرض إيقاعه الخاص ، وطعمه الخاص ، ولونه الخاص . القهرية لدى الكاتب تحفر في كل ما يقول ، وعادة يخضع لسلطانها ، تقوده في مسالك تخييلية لم يكن ليتصورها . الإبداع – إن جاز التعبير – جنون كتابي ساط ، وهوس تخيلي ، وشطط لغوي ، يعيد رسم الواقع بكل ما فيه ، وقد أصبح اكثر جمالا واستقرارا وأمنا .الطفل الداخلي الشقي ، الذي لم يتعود القانون بعد ، والالتزام الاجتماعي يسلخ الكاتب عن واقعه ، ويفرض عليه “رؤية جديدة” ، مدفوعة الثمن ، ظاهرة ، وصريحة ، لا تحتاج استبطانا ، بل السير معها بروح الطفل ، بتؤدة واناة والتمتع بما جنته من قطوف وأطايب .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. اسعد الله قلبك …يا ذاك الطفل الكهل
    دام نبض قلمك…ومزيدا من تجلياتك إبداعك التي نعتز بها ونفخر ….فقط نحتاج قليلا من الوقت ، قليلا من الصبر ، قليلا من المثابرة للمضي في طريق الابداع الطويل .

  2. “فقط نحتاج قليلا من الوقت ، قليلا من الصبر ، قليلا من المثابرة ، للمضي في طريق الإبداع” . ولأننا ما زلنا طفلين مشاغبين ، لم تهزمهما سطوة السنين ، وجور الإيام ، ولؤم اللائمين ، سنسطر بوارق إبداعية عبر بيتنا الأدبي الأول سواليف . سننتصر ، ونصل ، ونكون قدوة جميلة ، وذكرى رائعة لأجيال قادمة . وختاما أهديك أبياتا من درويش ، لعل فيها ما يدفعك الليلة للكتابة والإبداع .

    يا حبيبي لو كان لي

    أَنْ أَكونَ صَبيَّاً … لكُنْتُكَ أَنتَ

    ولو كان لي أَنْ أَكونَ فتاةً

    لكنتُك أَنتِ ! ..

    وتبكي , كعادتها , عند عَوْدَتِها

    من سماءِ نبيذيّةِ اللون : خُذْني

    إلى بَلَد ليس لي طائرٌ أَزرقٌ

    فوق صَفْصَافِةِ يا غريبُ

    وتبكي , لتَقْطَعَ غاباتِها في الرحيلِ

    الطويل إلى ذاتها : مَنْ أَنا ؟

    مَنْ أَنا بعد مَنْفاك في جسدي ؟

    آهِ منِّي , ومنكَ ومن بلدي

    مَنْ أَنا بعد عينين لوزتَّين ؟

    أَرِيني غَدي ! ..

    هكذا يتركُ العاشقانِ وداعَهُما

    فَوْضَوِيَّاً, كرائحةِ الياسمين على ليل تمُّوزَ.

    في كُلِّ تمُّوزَ يَحْملُني الياسمينُ إلى

    شارع , لا يؤدِّي إلى هَدَفٍ ,

    بَيْدَ أَني أُتابعُ أُغنيّتي ..

    1. لم أعتد أن أكون كطائر أغني في قفص
      أحتاج حجما هائلا من الحرية لأغني….
      أحتاج لجناحين عرضهما مد السحاب لأحلق بأغنيتي …
      أحتاجا قلبا إضافيا يحتوي خفقاني …وأوردة دموية واسعة لتتسع حرياني ..سفينة عملاقة كفلك نوح لتحتمل طوفاني ….أحتاج وأحتاج قليلا من صمت ونزرا من هدوء لاحتواء كل أنفاسي قد يكون هدوء قبل ما العاصفة …وقد يكون هذا السكون هو الفيض الجامح لوجداني ….
      وما بينهما وقفة شكر وامتنان لكلماتك الرقيقة وإهداءاتك الشيقة المختارة بحس عال ….شكرا شكرا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى