بذله وصرمايه / علاء جمعه بدارنه.

بذله وصرمايه .
علاء جمعه بدارنه.

استيقظ مبكرا خروجا عن العاده، أراد أن يذهب لعمله بأفضل لباس، فاليوم مختلف تماما عن باقي الأيام، لديه أجتماع مهم وضروري مع شخصيه من خارج البلاد ذات مستوى رفيع، ذهب لمستودع الألبسه الذي يمتلكه، أحتار كثيرا وطويلا في لون وشكل البذله ما بين بذله سكنيه أو كاكيه، مموجه أم لا، حديثه أم ذات طابع كلاسيكي ..؟؟ خطر في باله جميع الألوان والأشكال فكر جادا بأن يعتمد بذله ذات لون أبيض، ثم أعتمد بعد تفكير معمق وقرر بذله بلون كحلي، وساعه فاخره ذات لون بني، وربطه عنق صفراء مموجه بلون ذهبي أختارها على نظام القرعه، وقميص فاقع البياض ذو أزرار ذهبيه جاءه هديه، ونظاره سوداء تحمل ماركه مرموقه أختارها له أبنه الصغير أيضا على نظام القرعه، لم ينسى شيئا من أنواع البرستيج أبدا، كل شيء حاظر ثم ذهب لتناول الفطور الذي كان كأسه من الكبتشينو وقطعه كيك صغيره لا تسمن ولا تغني من جوع حفاظا على المنظر العام، وتعطر من أفخم العطور نوعا وبعدها اجرى مكالمه هاتفيه مع سائقه حدد السياره التي تليق بمثل هكذا مقابله، وذهب لخزانه الأحذيه اختار حذاءا اخر طراز ولكنه لم يناسب جميع ما ذكر، فأضطر الى أعاده اللبس من نقطه البدايه لينسق مع الأحذيه الموجوده لديه ولبس شيئا على خلاف ما نسق وكل ذلك بسب صرمايه.

ما حدث في أعلى الأسطر وبتلك القصه التي نسجتها من وحي الخيال، يثبت لنا عن أحداث تدور يوميا معنا وفي مجتمعاتنا وكثيرا ما تتغير الخطه بلحظات النهايه بسبب تغير افكارنا ووجهاتنا من قبل أحدهم فتنقلب الموازين والأمور، ويكون هذا الشخص شبيه للحذاء ولكنه فرض نفسه بيننا بطريقه ما سواء أكان ذلك من باب افراطنا بالمجامله معه أو بسبب النفاق الذي يمتهنه البعض والمبطن باللطف واللين وبأسلوب جميل، لذلك ليس كل من يحاول المناداه للمثاليه والمبادئ هنا صادقا، فالمعظم يكن شبيها بالحذاء الذي غير جميع الأمور وقلب الموازين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى