بدها شوية عقل/ سهير جرادات

بدها شوية عقل
سهير جرادات

على مدار اسبوع كامل، تابعنا جلسات مجلس النواب خلال مناقشته لمشروع قانون الموازنة العامة للدولة، واستمعنا لكلمات النواب المستقلين، وأعضاء الكتل والائتلافات النيابية، وما تخللها من مطالبات واقتراحات على مشروع الموازنة، الذي أقر – كالمعتاد – كما تريده الحكومة.

بعيدا عن إقرار الموازنة المتوقع سلفا قبل ان تبدأ المناقشة، وبعد خمسة أيام ، وسبع جلسات ، تخللها تعديل وزاري ، وافق المجلس للحكومة على رفع الضرائب والرسوم، تحت ذريعة توفير ايرادات لخزينة الدولة، دعونا نتوقف عند المشادات والمشاحنات اللفظية التي حصلت خلال مارثون إقرار الموازنة، وكادت أن تتطور إلى عراك بالأيدي، وخاصة تلك التي جرت بين أعضاء كتله الاصلاح مع عدد من النواب خلال القاء النائب المثير للجدل طارق خوري لكلمته، التي حملت بداخلها معاني مبطنة ، واساءات لقواتنا المسلحة، ودورها في حماية الاردن أرضا وشعبا وملكا .

ليس .. بعيدا عن تلك المضامين التي حملتها بعض الكلمات ، والمواقف والآراء الشخصية التي اعرب بها بعض النواب عن اعتراضهم لما دار داخل جلسات المجلس ….. لنتوقف ونحلل ما وجه الينا من اساءات – نحن الشعب – تحت قبة برلمان من المفروض ان يمثل الشعب، فمن حقنا محاسبة مثل هذا المجلس الذي اوصلناه ، تماما كما يحق له أن يحاسب الحكومة ، لكن الفرق بين حسابنا نحن (القواعد الشعبية)، لهؤلاء النواب ليس هينا ولا لينا ، كما تكون محاسبة المجلس للحكومة،لأن العلاقة بينهما تشوبها المصالح، والمنافع الشخصية في كثير من الأحيان .

مقالات ذات صلة

من يتحمل مسؤولية تلك الاساءات التي وجهت إلى الشعب؟

يمكننا هنا أن نتوقف عند وصف النائب مصطفى ياغي لكتلة الإصلاح (ممثلي جبهة العمل الإسلامي) بـ”الإرهابيين” ، ورد الدكتور عبدالله العكايلة قبل أن ينسحب من الجلسة بالقول: ” نحن لسنا إرهابيين أنتم من قتل عناصر المخابرات في البقعة” ، وتحديدا أنتم الذين “ذبحتوا المخابرات”، في إشارة لحادثة الاعتداء على مكتب مخابرات البقعة ، كون منفذ العملية هو ابن أخت النائب ياغي ، وما تحمل تلك المساجلة في طياتها من إثارة للنعرات الاقليمية .

وكذلك تلك المشادة الكلامية للنائب تامر بينو، الذي وجهت له عقوبة آنية ، بعد أن قررت لجنة النظام والسلوك النيابية فصله من لجنة النزاهة والشفافية ومنعه من حضور خمس جلسات المجلس للدورة العادية ، لاعتراضه على كلمة النائب خوري ، الذي تحدث فيها أيضا عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الذي يمثل الحركة الإسلامية ، مما أثار جدلا… تطور إلى اندلاع مشادات كلامية قبل أن ينسحب مع أعضاء كتلة الاصلاح من الجلسة ، ودلت تلك الاتهامات المتبادلة على مضامين طائفية مثيرة، ولا يجوز أن تصدر عن نواب الشعب .

في المحصلة ، وبعد افصاح الحكومة عن نيتها رفع الأسعار والضرائب ، وبعد المشادات الكلامية التي نشبت بين أعضاء من مجلس النواب، خرجت على اثرها عبارات من قبل ممثلي الشعب والحكومة أيضا، تدل بكل وضوح غياب الوعي ، بخطورة الوضع الاقتصادي الذي يواجهه المواطن، والصعوبات المعيشية التي يعانيها، وما يقترفونه بحق الشعب وهم يثيرون الفتن والنعرات الطائفية والإقليمية ، وهذا دليل واضح أننا – نحن الشعب- أكثر عقلانية وأكثر ادراكا وتماسكا لحماية الوطن ،وأكثر حرصا للحفاظ على أمنه واستقراره………. والله ، بدها شوية عقل !!!…

حمى الله الاردن!!!!!!!!!!!!

Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى