بالحواس الست / يوسف غيشان

بالحواس الست

تؤخذ الحكمة أحيانا من أفواه مخترعي ومنتجي السيارات…..السيارات تسير بك الى الأمام عادة ، وأنت لا ترجع بسيارتك الى الخلف، إلا من اجل تعديل وضع ، ثم الانطلاق…… لاحظوا أن السيارات ، جميع السيارات في العالم تحتوي على زجاج أمامي كبير ، لا بل هو الأكبر في السيارة، بينما المرآة التي تنظر فيها الى الخلف تكون صغيرة ، لا بل أصغر زجاجة في السيارة.
ألم أقل لكم أن الحكمة تؤخذ من منتجي السيارات أيضا؟؟؟
تقول الحكمة أنه ينبغي أن تنظر الى الأمام ( الى الحاضر والمستقبل ) نظرة شاملة ودقيقة، ولا مجال للخطأ وإلا ستصدم شيئا ما ، أو يصدمك شيء ما. عينك ينبغي أن تكون على الطريق دوما وعلى جانبيها أيضا ، وإذا حل الظلام عليك أن تشعل الأضواء ، وإذا كان هناك ضباب عليك أن تحول على الإضاءة الخاصة بالضباب ، واذا أمطرت تشغل المسّاحات وإن اوحلت تشغل الماء والمساحات معا ..وهكذا.
لكنك بحاجة الى النظر في تلك المرآة الصغيرة التي تريك الخلف (الماضي)، خصوصا اذا اردت التجاوز، حتى لا يصدمك احد القادمين من الخلف ،كما انه من الضروري ان تنظر خلفك وتضبط سرعتك وتعرف متى تستخدم البريكات ومتى تدعس على البنزين.
يعني علينا ان نعرف الماضي حتى نستطيع تجاوزه، وعلينا ان نسرع حتى لا يلحقنا الماضي، وعلينا ان لا ندعس بريك مفاجئ حتى لا يخش فينا الماضي ، ويدمر مسيرتنا.
أمامنا الكثير من المطبات ، من كافة الأنواع والأحجام، وعلى الجانبين الكثير من اللافتات المضللة والقليل من اللافتات الصحيحة، أمامنا الكثير من مفتعلي الحوادث الذين يلقون بأجسادهم أمامك لإعاقة المسيرة وتوريطك وابتزازك.
علينا الانتباه بالحواس الست ، حتى لا نفقد البوصلة، ونفقد الوطن بحادث سير مفجع!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى