“باسم” يجمع العرب على مسرح “قصر الثقافة” .. صور

سواليف – خاص – سمية علي السياني

باسم يوسف, الثائر على الأنظمة الديكتاتورية والناقد لفلسفة تغييب العقل ولسياسة كبت الحريات وقمع الأصوات المناوئة وتكتيم الأفواه, الإنسان المؤمن بالثورة وأدبياتها وقيمها الخلاقة رغم عدم تحقق اهدافها او إخفاق مراميها, كان هو ولا زال المتمرد – على المسرح – الذي لم يتخلَ قط عن جذوة الثورة بالوقت الذي سقطت فيه سهوا واحباطا من اعين كبار ثائريها لا زال يهتف بحماس واتقاد نحو ثورة لم تكتمل بعد ولادتها وبرأيه هي قادمة لا محالة.
“الثورة مستمرة بأجيالها”، كان هذا شعار متوج لفعاليته التي اقامها على مسرح قصر الثقافة – الأردن لليلتين متتاليتين.

انتقد باسم بعض الأنظمة العربية – المصرية تحديدا – المتشبثة بكرسي الحكم، والتي تحارب وتقوّي اجهزتها ضد كل من ينقدها او ينتقد فساد آلياتها، وتسعى لديمومة السلطة من خلال تأمين ذاتها بإسكات وقمع كل من يعارضها او يسائلها.

الطبيب ومقدم “البرنامج” والذي انعكس التمرد في شخصيته على المسرح من خلال مناقشته لقضايا فكرية وعقائدية حساسة ومهمة, تجلت انسانيته بعنفوان ووضوح في طرح افكاره الرافضة لظلامية الجماعات المتطرفة والتي عينت ذاتها وكلاء السماء في الارض لتمنح الجنة والنار لمن تشاء- كما انتقدها باسم بكل جرأة.

باسم الإنسان، تطرق لطرح قضايا اجتماعية شائكة وكسر كل الحواجز النمطية والتقليدية حين تحدث بضمير الرجل العربي الخفي الذي يربط شرفه بشرف المرأة، وانتقد بسخرية لاذعة ارتباط الرجل الشرقي بالمرأة فقط تحت مسمى “الشرف”.

واستعرض باسم متهكما بعضا من مقاطع الفيديو لبرامج واخبار في قنوات مصرية تناقش بعض المنجزات الوهمية للقيادات السياسية العديدة التي توالت على مصر منذ عام 2011 حتى العام الحالي 2016, كانت منها منجزات واختراعات واكتشافات لا وجود لها, منافية للعلم وليس لها اساس من الصحة.

وكانت بعض قنوات الاعلام خلال هذه الفترة تظهر كأبواق تطبل بمشاريع علمية وهمية تتبناها حكومات, يزرعونها في فكر المواطن البسيط كإنتصارات وامجاد خرافية ولكنه يصدقها ويسعده ان هذه الحكومات تصنع شيئا لأجله.

وبالتالي كان باسم نفسه عرضة لانتقاد نفس الاعلام والضغوطات منها التهديد والتحريض على قتله ونسبوا له تهما عديدة مستعارة – منها ازدراء الاديان – وكانت كلها مجرد محاولات لاسكاته بعد ان شكك بهم وهاجمهم بشراسة من خلال برنامجه “البرنامج” الذي لطالما كشف حقيقتهم بقالبه الكوميدي الساخر.
هذا وافتتحت فعالية باسم بفيديو مؤثر لأطفال من ذوي طيف التوحد والذي كان جزء من ريعها لصالحهم وتسليط الضوء عليهم.

مسرح الشارع كان حاضرا في الفعالية حيث قدم “اسكتشات” سياسية ناقدة ساخرة على الجماعات الدينية المتطرفة “داعش” نالت استحسان الجمهور, كما كان للكوميديان الفلسطيني عدي خليفة فقرة كوميدية ضمن الفعالية.

الملفت بالعرض التنوع الجميل الذي احتواه مسرح باسم يوسف وكل حضوره من مختلف الجنسيات العربية وذلك التعايش السلمي الذي لم يستطع واقع العرب ان يحققه حيث اشار اليهم منوها بطريقة مازحة “جميل ان كل الجنسيات العربية هنا “ولسه ما تقاتلوا”.

اجمالا ان اقرب ما توصف به فعالية باسم يوسف هي الجرأة والعقلانية و النقد الساخر اللذيذ والفكرة المحفزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى