باختصار ،،، فوّتوا الفرصة عليه / د. خالد حسين العمري

باختصار ،،، فوّتوا الفرصة عليه
تغضب الحكومة والجهات الرسمية والأمنية أيضا عندما ينتشر مقطع فيديو يتحدث -على سبيل المثال لا الحصر- عن المكتسبات المالية التي تجنيها الحكومة من طريقة حساب المشتقات النفطية، أو من الضرائب أو غيرها، وتغضب أيضا لكل من يشكك أو يطعن في مصداقيتها عن أي موضوع يمسها، وكذلك تغضب الجهات الأمنية من تداول منشورات أو فيديوهات تنتشر بسرعة قد تسيء للوطن وأمنه كما حدث في أحداث الكرك، وهذا من حق الحكومة والأجهزة الأمنية لأن في نشر فيديوهات أو منشورات غير دقيقة المعلومة، أوفيها تجني على الحقيقة سيتأثر الجميع سلباً. ولكن السؤال لماذا تنتشر هذه الأشياء؟ وبهذه السرعة!؟
إن غياب المعلومة، والحقيقة الواضحة الجلية هو ما سيدفع الجميع للبحث عنها، ومن الأمثلة الصغيرة على ذلك هيتلك التصريحات المتناقضة المتعلقة بذهب هرقلة في عجلون مروراً بالتناقض المعيب فيما يتعلق بالحرب على داعش وهل كنا ضمن التحالف ام لا؟ مرورا بالتناقضات المرتبطة بالنفط ومشتقاته وكمية الإستهلاك المحلية، وانتهاءً بفترة صلاحية جواز السفر… الخ.إن فقدان المصداقية والموثوقية للرواية الرسمية هو ما يظهر في تناقض المعلومة والحقيقة المقدمة للمواطنين والإعلاميين وللجميع، وعند تكرار هذه التناقضات وعلى فترة زمنية فإن الرواية الرسمية تفقد تلك مصداقيتها وهيهات حين مناص أن ترجع المصداقية والموثوقية.
إن التعامل بالرواية الرسمية مع المواطنين بمختلف مواقعهم بعقلية التسعينات والثمانينات هو الجرم بأم عينه، والمصيبة الكبيرة، وهذا ما يستشعره الجميع فالرواية الرسمية أحيانا تصل إلى درجة تكذيب ما رآه وشاهده المواطن بأم عينه فإلى متى؟. إن إشراك المواطن بقضايا الوطن بمستوى عالٍ من الشفافية والمصداقية سيجعلنا في خندق واحد، ولسنا في صفين متواجهين، فالمواطن كما الحكومة والأجهزة الأمنية قلبه على والوطن، وعينه على حدوده، ودمه فداء لبلده.
إن الشفافية، والمصداقية، وبالتالي الثقة أيها الكرام بين صاحب الولاية العامة وبين الشعب هي غذاء الإستمرارية لأية أمة، وهي دواؤها عند تعبها، وعدم الثقة من قبل الشعب ستقود بالتالي لأن يأخذ زمام المبادرة من يريد العبث بنا فبالله عليكم فوتوا الفرصة عليه.

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. كلامك صحيح 100/100دكتور خالد,لو ان المواطن تلقى المعلومة الصحيحة من الجهات الرسمية لما تكلم البعض او نشر شيء سمعة من مصدر اخر ,ولاكن المشكلة عندنا ان وسائل الاعلام الرسمية تتباطىء في نشر الحقيقة للمواطن ,مما يجعل الاخرون يكتبون وبنشرون كما يشاؤون ,فالاولى على اعلامنا الرسمي قبل تكذيب منشور او خبر ما , ان تكون السباقة في نشر اي خبر يخص مصلحة الوطن والمواطن حتى لا تفتح باب الاشاعات بين المواطنين .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى