بائعة البسكويت السورية ترحل.. خطفتها قنبلة

نور جبلاوي، البالغة من العمر 12 عاماً، هي عينا أبيها الضرير ويداه، حسب كل من تحدث عنها، قُتلت الأربعاء، في منطقة (أعزاز) في ريف حلب الشمالي، إثر انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة، أدى لإصابة قرابة عشرين شخصاً كان أبوها واحداً منهم، وقالت بعض المصادر إنه نقل إلى إحدى المستشفيات التركية للعلاج.

وكانت نور وحدها، والمعروفة بـ(بائعة البسكويت) هي الوحيدة التي قتلت في #الانفجار، وتحرّكت مواقع التواصل وصفحات المعارضة السورية، للكتابة عنها، إذ كانت الطفلة معروفة للكثير من الناشطين، حيث كانت تظهر بصحبة أبيها وهي تمسك بيده، وهو يتجول ويبيع بعض الأشياء البسيطة، تأميناً لقوت يومه هو وابنته التي لفظت أنفاسها الأخيرة وتركت ألماً واسعاً لدى جميع عارفيها وعارفي أبيها، فضلا من تأثر واسع شهدته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، عند كل من قرأ خبر وفاتها بانفجار مفخخة.



سليم جبلاوي، هو والد الطفلة نور، ضرير منذ قرابة ربع قرن، مهجَّرٌ يعيش في أحد مخيمات ريف حلب، ويتنقل هناك بصحبة ابنته التي كانت بمثابة (عكّازه) الذي يسنده أينما ذهب. بحسب العارفين من أبناء المنطقة.

نور التي تبيع البسكويت للعابرين، في البرد القارس والحر الشديد، تبتسم في أغلب اللقطات المتلفزة الأخيرة. طفلة وتنظر إلى عيني أبيها وهو يتحدث للكاميرات، وعلى وجهها ابتسامة براءة، كان آخرها في تقرير يتحدث عن أبيها الذي يناديه الناس بأبي ربيع، حيث أمسكت بيده بعدما أنهى تسجيل اللقطة، مستبقة الحركة بابتسامة كانت الأخيرة، قبل أن يأتي الأجل من طريق مفخخة، تودي بحياتها وتترك أباها بلا عينين وبلا يدين وبلا (عكّاز) وهو الذي هامَ مهجَّراً في محافظة حلب، هرباً من آلة قتل جيش رئيس النظام السوري بشار الأسد.

نور ماتت. وفي ما يشبه (النبوءة) كان أحد الأشخاص قد قال في تقرير تلفزيوني، إن نور لو مرضت أو ماتت، لعجز أبوها عن الحركة، ولما خرج من بيته. هذا الكلام كان منذ فترة قريبة جداً، قبل لحظة الأجل، وبعد أن أنهت حرب الأسد حياة أبيها بالتهجير في #حلب، أنهت حياة ابنته بالتفجير في (أعزاز).

وفيما لم تعرف الحالة الصحية لوالد نور، سليم جبلاوي، تماماً، امتلأت صفحات على مواقع التواصل، بعبارات الرثاء لرحيل الطفلة نور، ابنة الاثني عشر عاماً، والتي تركت ابتسامة غامضة منذ أيام، وهي تتملى وجه أبيها، كما لو أنها تودّعه، أو تستسمحه لأنها لن تكون بعد الآن، عكّازه الذي يسنده أو عينه التي تريه الطريق، وهو يتنقّل في مخيمات التهجير.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى