ايها الصيف اقبل
يتعجب البعض من حبي للصيف واشعة الشمس الساطعة …وتفضيلي لهذه الاجواء على تلك السماء المتلبدة المانعة لاشعة الشمس الخجولة من ملامسة الارض .. لكنني وبالحقيقه استبشر بالصيف لما يرافقه من ذكريات عودة عائلات تغربت لشتى اصقاع الارض وعادت بالصيف مشعلة حرارة اللقاء بعد طول غياب .. ففي الصيف تزدان الجامعات بالاعلام وتصدح ساحاتها بالنشيد الملكي وتزدحم مدرجاتها بالخريجين و اهاليهم و لا يتسع اي مكان بالارض لكمية السعادة التي تجتمع في ذلك المكان فرحة بحصاد تعب الاعوام وشقائها .. بالصيف تتعالى الزغاريد و تُعلق الاضواء وتُنصب الخيام لزفاف هنا وهناك وتتقاطر صفوف الزوار على وليمة “المنسف” لتمتليء البطون بجميد كركي و لحم بلدي .
بالصيف تُجمل الطرق و تفتح الحدائق و تنسال ضحكات الاطفال بين ضجيج اصوات الباعه المتجولين وتُشد رحال العائلات للغابات لحفلة شواء في الهواء الطلق… بالصيف تمتلئ الاسواق بروادها لشراء مقنيات عريسين يتغازلان بين الزحام كبلبلين على الاغصان .. بالصيف تحلو الجلسات فوق الشرفات او “بحاكورة” المنزل لتدغدغ النسمات الباردة ثياب الصيف على رحيق “كاسة شاي” معبقة بنعنع منزلي … بالصيف تتبادل الزيارات و تمتد السهرات لتهنئة عريس هنا او خريج هناك او اطمئنان على مغترب قبل استلام الهدية السنوية منه.
