انها الام وكفى / د . مروان الشمري

انها الام وكفى

ايها الناس وَيَا من تقرأون حروفي هذه، اتدرون ما السعادة بكليتها وتفاصيلها: انها الام يا رعاكم الله. انها المرأة التي جعل الله فيها من التفاصيل اللاموصوفة ما يعجز عن ادراكه الأبناء والبنات وما يعجز عن فهم مكنوناته بنو البشر. انها تلك التي لا تكاد تضع الوليد بعد حمله تسعة أشهر او اقل او اكثر بقليل الا وتطلب حضنه وضمه اليها وهي في أشد لحظات الوهن والتعب كيف لا وذلك وليدها الذي ما ان ولد أصبحت وأمست على راحته وتمام عافيته.
ان الإبداع اللغوي وتجميل الكلمات وتنميق الجمل يتهاوى سقوطا ويقف عاجزاً عن وصف يفي لأمي حقها وكذا لامهاتكم ايضا، ولكن الذي دفعني للكتابة هو ان بعض الناس وأقول بعضهم وليس كلهم تبلغ فيه القسوة ان يعلو صوته في حضور أمه او ان يقطع بها إرضاءا للزوجة او ان ينساها طيلة العام ويتذكرها في يوم الام او يجادلها او يخاصمها او يفعل ما يغضبها ويحزنها وربما يهينها احيانا وتلك وقائع انا شاهد عيان على كثير منها،كيف ايها الجبارون الطغاة تسمح لكم قلوبكم بذلك؟ هل أنتم بشر ام ان قلوبكم غدت كالحجارة بل أشد قسوة؟
أتذكرون من الذي سهر اذ مرضتم، وحزن اذ حزنتم، وضحى كلما تطلب الامر تضحية؟ هل تذكرون الحمد والمداد والفصال والرضاعة؟ هل تذكرون الليالي والايام التي كُنتُم فيها لا حول لكم ولا قوة اذ هنّ قائمات ويقبضن على كل جمر لئلا يمسكم سوء؟ هل تذكرون تمنعهنّ عن الطعام ان قلّ لئلا تقوموا عن طعامكم جوعى؟ هل تذكرون وتذكرون وتذكرون ام إنكم قد كبرتم الْيَوْمَ وأخذتم العزة بإثم وجهالة؟
ايها الناس: ان الله ورسوله قد أوصى بها ثلاثاً وقرن رضاه برضاها ومجدها في كتابه العظيم فاسألوا انفسكم هل وفيتم ربع حقها او اقل من ذلك؟ اقول لكم لا ورب البيت مهما كان ما قدمتم وتقدمون وستقدمون. كل ذلك قد لا يعادل طلقة يا رعاكم الله.
ايها الناس: اتعلمون سر فتح كل باب مغلق وسر تفريج كل هم مطبق وسر التوفيق والفلاح والتفوق والنجاح؟ انه بعد فضل الله وكرمه دعاء امهاتنا قياما وسجودا فهلا عقلتم ذلك وقدرتموه حق تقدير؟ وهل جازيتم بإحسانهن إحسانا؟ تريثوا ولا تبدأوا الحسبة ولا تعداد المواقف فلن توفوهن شيئا

ايها الناس: أتدركون ان كل يوم لا تكون فيه الام هي المشهد وما تبقى من الدنيا كلها هو مجرد تفاصيل هامشية هو يوم لا بد وان يمر دون عداد!
ايها الناس: هلموا إليهن وبادروا بمحبتهم والعطف عليهن والاحسان إليهن كما احسن إليكم وهن في قوة وهن في ضعف فارحموا ضعفهن اذ كبرن وبروا بهن دون حدود ودون توقف ودون عناء فوالله ما فاز الا البارون بهن.

واخيراً فإننا نسال الله جل في علاه ان يحفظ امهاتنا جميعا وان يرحم الأموات منهن وان يرزقنا برهن على الوجه الذي يرضي الله.

Marwan Alshammari PhD
Assistant Professor of Strategy
University of Texas at Arlington- College of Business

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى