انت و مالك لابيك / د فدوى علاونة

انت و مالك لابيك

في غرفة تقع بين بابين ، يعلوها جهاز تكييف سليط البرودة ،تتوالى على سطح مكتبها « الاضبارة تلو الاضبارة » ، اسماءٌ حملت معها هموم حمل و انجاب و اسقاطات يرتبها امل الشفاء في طابور طويل
اذان تصغي و انامل تخط و عيون و اذهان تفحص و تعالج ؛ سباق مع الزمن ينظمه و يحكّمه صوت الضمير و نشوة انتصار تزينها سلامة لجنين.
الكاتبة في الاستقبال كريمة كالسحاب و المنسقات في الممرات يتألقن كموظفات التشريفات و بينما نهرول من زائرة الى اخرى تدخل احداهن لتسأل ” دكتورة انت لمين؟ ” – تقصد مع اي من الاستشاريين تعملين اليوم – فاجيب انا بحماس «انا لأبي ».
سؤال لا يحتمل اجابتين و عبارة لا تاخذ معنيين فإن قالوا انت و مالك لابيك قلت بفتح اللام لا بضمها ، كيف لا و ملامحي تقلد وسامته و اسمي منقوص ما لم يتصدر مقاطعه الثلاثة و فراشي منعم بحنانه و طعامي منكه بملح عرقه و كده و كفاحه
ان طلبت نجمة عاد حاملا السماء فكيف لي ان اضم امتناني في ورق الهدايا بدلا من انصب له من حبي و عرفاني و ابتهالاتي برجا عاليا يصل عنان السماء فيضيئه لي بفيض من العطاء و الدعاء .
نعم، انا له و منه ، بعض من قلبه ، كثير من ابتسامته، جزيل من ثقته ، حياء من تواضعه ، و عظيم من تفاؤله .
فان قالوا انت به معجبة ، قلت و ما الاب لابنته الا محب عظيم جميل الخلق بشوش الوجه ،تعشقه بنت او اثنتان او ثلاثة و تتوج راسه يوم يبيض وجهه.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى