انتكابات نكابة السحفيين
يا فرحة ما تمت ..! هذه أوّل مرّة سأشارك في انتخابات نقابة الصحفيين ..لذا كانت فرحتي مضاعفة رغم (الاحراجات) التي أحاطتني من كلّ جانب وحوّلتني إلى شخص (محبوب جداً جداً) لدى غالبية المرشحين ..بل أقنعتُ نفسي بإني شخص مهم وإلا ما ألقى عليّ المرشحون هذا الكمّ الهائل من التبجيل و التعظيم ..!
ومن فرط فرحتي يوم الجمعة الماضي قررتُ أن أتعامل مع الانتخابات كأنها يوم عيد ..تحممتُ ..ولبستُ (اللي ع َ الحبل) و تعطرتُ (ويالهوي لما أتعطّر)..سأكون بعد قليل في حضرة (قادة الرأي العام) ..سأرى زملاء اسمع وأقرأ باسمائهم ولم أرهم ..سنتناقش بأمور كثيرة ..سـ و سـ و سـ ..!
من لحظة توقيعي ومعرفة ترتيبي في الورقة عرفتُ أن (النصاب ) لن يكتمل ..عرفتُ أن (حمّامي) ذهب (بلّوشي) ..وأدركتُ أن (عطري) طار في سماء (النميمة) فتلوّث ..وأضحى عطراً برائحة لا تليق بي ..فقلبتُ على وجهي الساخر ..اضحك على كل شيء..وأسخر من كلّ شيء ..ففي الأزمات يكون الخطابُ الساخر سلاحي الوحيد الذي يخرجني من أي مأزق ..!
التذمّر كان واضحاً على وجه كثير من الزملاء لأن الانتخابات تأجلت للجمعة القادمة ؛ لأنهم سيؤجلون لقاءات عائلية أخرى ..ولأنهم سيرتبون أوضاعهم ويأتي كثير منهم من بعيد ..ولأنهم شعروا بأن (أيادٍ) تعبث بهم (نظرية المؤامرة دايماً شغالة) ..ولأن الذي حدث كان يجب ألاّ يحدث..!
كلّنا نتطلع إلى نقابة لها دور فاعل في حياتنا ..تكون هي حكومتنا الرشيدة ..وتكون تهدهد على آهاتنا حين وجع ؛ وما أكثر الوجع ..! لا نريد (تسحيلاً) للكلام ..ولا للنصاب ..ولا تريد ترقيقاً للمفردات و مخارج الحروف ..فتصبح الانتخابات (انتكابات) والنقابة (نكابة) والصحفي يصبح (السحفي) ..لأنّ أوّل الرقص حنجلة ..ولا نريد حنجلة ولا قعقعة ..بل نريد وجهاً حقيقياً للاعلام المهني و الحر الذي تتلمسه الأجيال قبل أن تضيع وسط ضجيج الزيف و تزوير الحقائق عينك عينك ..!
الجمعة القادمة ..سأتحمم ثانية ..و سألبس وأتعطّر ..وسأمارس طقوس العيد وسأتحمل كميّات مهولة من البوس القادم إليّ من كلّ الجهات ..!
kamelnsirat@yahoo.com
