امانة العاصمة اجت تكحلها عورتها وقتلت الحركة التجارية في قلب عمان

عمان ـ عبد الرزاق أبو هزيم – يجلس التاجر محمد حمودة (76) عاما أمام محله في شارع الهاشمي يوميا ، يراقب ما حل في الشارع الحيوي في قلب عمان ، من شل للحركة التجارية أو حتى انعدامها، على حد تعبيره ، منذ ان شرعت أمانة عمان في تأهيل وتطوير الساحة الهاشمية وساحة فيصل.
حمودة التاجر في هذا الشارع منذ عام 1954 يتساءل «من المسؤول عن قتل الحركة التجارية في قلب عمان النابض؟، ويقول أن شارع الهاشمي كان زينة عمان وبوابتها السياحية والذي يحوي المدرج الروماني والقلعة وسبيل الحوريات محملا المسؤولية لما حدث لأمانة عمان.
ويشير حمودة، المالك لمحل لاستيراد وبيع الأثاث المنزلي انه من عام 1997 بدأت الأمانة في مشروع إعادة تأهيل الساحة الهاشمية وانقطع رزق الناس، وأصبحنا غير قادرين على دفع إيجار محلاتنا.
نحن الآن في حالة يرثى لها ، يقول حمودة ، فلا تامين صحيا ولا ضمان اجتماعيا ولا تقاعد ، فقد قتلونا وقتلوا الحركة التجارية وسط البلد .
كما يتساءل حمودة ، في حديث لـ الرأي : مين داري فينا ؟ مين إلي حاسس فينا؟ ليش يقطعوا رزقنا؟ .
ويؤكد حمودة أن الذي يزيد الطين بله ، أن أمانة عمان لم تحرك ساكنا ، في مكونات المشروع ، فكل شيء على حاله منذ فترة ، فلا زيادة ولا نقصان ، فالمشروع الذي كانت تتحدث عنه الأمانة لم ير النور حتى اللحظة والمتضرر الوحيد هم التجار في وسط البلد ككل.
وأعفت أمانة عمان التجار من الترخيص من العام 2007 ـ 2011 اعترافا منها بتضرر هذه المحلات من مشروع تأهيل وتطوير الساحة الهاشمية وساحة فيصل .
من جانبه ، يؤكد التاجر تيسير يعقوب حبيب (46) عاما الذي يبيع عددا صناعية ، أن كل شيء في المنطقة تغير للأسوأ ، فلا تطوير ، ولا تأهيل ، ويقول لقد فقد وسط عمان البريق والطابع التراثي .
كما يقول التاجر هيثم مطالقة (68) عاما الذي يبيع تحفاً شرقية ، أن منطقة وسط البلد التي كانت مقصدا للكثير من المواطنين والسياح ، لم تعد كذلك بعد المشاريع غير المجدية من قبل إدارة أمانة عمان ، مؤكدا أن ما حدث قد افرغ تاريخ عمان من المضمون العريق الذي اتصل بها منذ مئات السنين.
إلى ذلك ، يقول سمير الترك المالك لـ عمارة تجارية تقابل مخابز رغدان وتحتوي أكثر من 10 مخازن أن التجار العريقين في وسط عمان بدأوا في مغادرتها ، بسبب الحالة التي وصل إليها ، قاع المدينة من إهمال ، وقتل للحركة التجارية ، فضلا عن سوء الإدارة في استغلال هذا العمق التجاري التي كانت تتمتع به في السابق وقبل الإعلان عن المشاريع التي ضيعت وسط المدينة.
وفي السياق، يقول تجار شارع الهاشمي أن فكرة مشروع تطوير وادي عمان قد عملت على قتل الحركة التجارية في المنطقة التي يتواجد فيها المحلات والتي يزيد عمر بعضها عن خمسين عاما، مؤكدين أن مصير المكان سيكون كمصير شارع الرينبو الذي أصبحت الحركة التجارية فيه في حالة يرثى لها.
واشاروا الى ان أمانة عمان تحاول من خلال الوعود المريرة والطويلة أن تجعلنا نبيع محلاتنا أو الخروج منها إلى منازلنا، مؤكدا أن مشروع الأمانة يشكل قتلا متعمدا لوسط عمان التجاري ، مؤكدين أن جميع لقاءاتنا مع المسؤولين في الأمانة قد باءت بالفشل من خلال الوعود المتكررة، مشيرا إلى أن التجار في الشارع ليسوا ضد التطوير وإنما يجب مراعاة أرزاق الناس في حال المضي في مشروع جديد في منطقة تجمع ما يزيد عن 140 محلا تجاريا.
واضافوا أن ما يزيد عن 100 مالك محل في الشارع قد أغلقوا محالهم نظرا لمماطلة الأمانة في اجراءاتها للمحافظة على الطابع التجاري في الشارع، مطالبا بطرف ثالث بين التجار وأمانة عمان لحل قضيتهم.
من جانبه، أكد مصدر مسؤول في أمانة عمان أن نهاية العام الحالي ستشهد إنجاز مشروع تطوير الساحة الهاشمية ، وبذلك تستكمل الامانة إنجاز مشاريع وسط المدينة والتي شملت مشروع تطوير ساحة فيصل وتم إنجازه مؤخرا، بالإضافة الى مشروع تطوير وتأهيل جبل القلعة والذي أنجز مطلع العام الحالي.
وتوقع المصدر أن يكون لذلك إنعكاسات ايجابية على الحركة التجارية والسياحية وسط المدينة، لافتا الى ان الامانة تنوي تنفيذ مشروع لتسيير قطار سككي يربط جبل القلعة بالمدرج الروماني والساحة الهاشمية يتوقع ان يسهم في تعزيز الحركة السياحية والنشاط التجاري خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأكد المصدر أن عملية التراجع في الوتيرة التجارية ليست مقتصرة على وسط البلد وانما تطال كافة التجمعات التجارية والمناطق الاخرى والتي تعزى لاسباب معروفة لدى الجميع وليست الامانة ومشروعاتها الطرف الوحيد فيها . وأن هناك تراجعا في مختلف مدن العالم من وسط المدينة لصالح الاطراف بظهور مواقع تجارية نشطة جديدة تواكب نمو وتوسع المدن.
وأكد المصدر ان مجمع رغدان السياحي لا يستوعب كافة خطوط النقل العام ، ولا يمكن إعادة الخطوط العاملة في مجمع المحطة اليه لان ذلك سيتسبب بازمة سير خانقة . لافتا الى أن الامانة اعادت سابقا عدة خطوط بناء على إقتراحات مقدمة من التجار.
واضاف أن هناك دراسة لمنح الاراضي المجاورة لمجمع رغدان السياحي أحكام وصفة إستعمال تمكن مالكيها من تنفيذ مشاريع تجارية وسياحية تعزز من رؤى الامانة لإعادة الروح والحياة لوسط المدينة بشكل افضل .
واشار المصدر الى أن الامانة قامت بأعفاء التجار خلال السنوات الماضية من رسوم تراخيص المهن لتقديرها لاوضاعهم ومساهمة في دعمهم وفق إمكانياتها .
يشار الى مساحة منطقة المشروع من الاراضي تبلغ تقريبا 40 هكتارا ، تشمل منطقة التطوير في وادي عمان الواقعة شرق الساحة الهاشمية، وتمتد من منطقة اليرموك التي يحدها شارع الملك عبد الله الأول شمالا حتى شارع الجيش الرئيسي جنوبا.
وحسب امانة عمان فان طبيعة وادي عمان اقتضت تقسيم المشروع إلى 3 مناطق هي وادي فيلادلفيا التي تضم المدرج الروماني، مبنى البلدية القديم ومحطة رغدان القديمة والمنطقة الثانية ويطلق عليها وادي رغدان تتكون من مبان ذات استخدامات متعددة وممر للمشاة ،المنطقة الثالثة هي وادي المحطة.
يذكر ان التقييم الحالي والدراسات التي قامت بها الامانة اثبتت صلاحية بناء ما مجموعه 475000 مترا مربعا للتطوير والاستخدام، ويضم التمركز التجاري الكبير، البيع بالتجزئة، والفنادق والتنمية السكانية ، مع بقاء المسؤولية عن تعظيم وزيادة فرص التنمية والإبداعات المعمارية بيد الامانة باعتبارها وسيلة لتنشيط وادي عمان.
وتقول الامانة ان تطوير وادي عمان جاء منسجما مع طابع المدينة بوصفها بوابة تمتد من الشمال الشرقي إلى وسط البلد ، حيث سيتم تطبيق النموذج المتعدد الأغراض للتنمية لزيادة وتحسين كفاءة استخدام الأرض والمساحة المتاحة للتطوير ، ضمن مرافق سكنية وتجارية، تلتقي مع مستوى الشارع لتشجع حركة المشاة ،كما سيتم تصميم وتطوير شبكات النقل والعبور بشكل يناسب التطور والنمو المنشود في وادي عمان والمناطق المحيطة ، مشيرة الى انها ستقوم بالأعمال التمهيدية وتمديد الخدمات اللازمة لتكون المنطقة بأسرها جاهزة للتطوير من اجل تحقيق أهداف المدينة في تفعيل وتنشيط وسط البلد، علاوة على إنشاء منطقة صديقة للمشاة مصاحبة لنشاط مكثف على الشوارع على مدار الساعة.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى