اليوم العالمي للطفل / أحمد المثاني

اليوم العالمي للطفل

.. عن أي طفل أو طفولة يتحدث العالم و يحتفل ..??
عن أطفال أطفأت نار الحقد نور أحداقهم ..
أم عن أطفال لم تمهلهم الحرب المجنونة أن يحبوا على الأرض ، فاختطفتهم يد الغدر و هم مازالوا في أحضان أمهاتهم .. لم يهنأوا بإكمال رضعتهم .. و لم يهنأوا بأنفاس أمهاتهم اللواتي عاجلهن الموت .. و لمّا يستطعن أن يكملن البسمة على ثغرهن و لم يكملن هدهدة الطفولة .. بعد أن استحال مهد الطفولة .. فحماً و استحال الجسد الغضّ شِواء ..!!
عن أي طفولة يتحدّث هذا العالم .. عن الأطفال الذين سرقوا أحلامهم و حليبهم و جعلوهم هدفاً لقذائف الموت .. هدفاً لحقد الكبار ، و هم يمارسون أبشع صور الوحشيّة
.. كم يلزمهم من لحم الأطفال و هم يشعلون هذه الحروب و الصراعات ، في غير هدف .. إلا شهوة القتل .. و شهوة الدمار و الانتصار ..!
كم من الأكفان يلزم لنسدلها على الأجسام الغضّة .. التي حرقتها نيران البغي .. أو
أطبقت عليها ركام البيوت و الدمار ..
كم سنة يلزمنا ليفكّوا عن أطفالنا الحصار
و كم سنة يلزمنا أن لنستبدل نار القذائف و الصواريخ بالألعاب و الحلوى .. لنسمع ضحكات الأطفال .. و غناء الأمهات لهم
كم مؤتمرا و كم منظمة و كم صيحة تلزمنا ليسمع العالم صوت عويل أمهاتنا .. و ليعترف العالم أن أطفالنا بشر .. مثل باقي أطفالهم .. و أن للأمهات قلوبا مثل باقي أمهاتهم .. لم نعُد نطلب دلالاً لأطفالنا ، بل
أصبحنا نطلب لهم فرصة العيش و النجاة
من حِمَم الموت ، إذ تعاجلهم .. و تطفىء بريق أعينهم ..
سلام على أطفال أوطاننا .. و سلام على
قلوب أمهاتنا .. في اليوم العالمي للطفل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى