“الوصفة السحرية” / أحمد مرضي

“الوصفةُ السحريَّة”

ـ بماذا تُحِسُّ معالي الوزير ْ؟
فإني أرى فيكَ ما لا يَسُرُّ
وما لا يَليقُ بِحوتٍ كبيرْ
فلا أنتَ لِصٌّ ..
ولا أنتَ غُولٌ ..
ولا أنتَ زِيرْ !

وما بالُ جَيْبكَ لا يَستجيبُ
وما بالُ كَرشِكَ لا يَستديرْ ؟!

بماذا تُحِسُّ معالي الوزير ْ؟

مقالات ذات صلة

ـ أُحِسُّ بشيءٍ غريب ٍمُثيرْ
يَئِنُّ بصدري صباحاً مساءً
وأَسمَعُ صوتاً له كالصَّريرْ

وحيناً يَدُقُّ فؤادي بِلُطفٍ
كما يطرقُ البابَ طفلٌ صغيرْ

فتنتابُني رَعشةٌ في الشَّهيقِ
و تحرِقُني عَبرةٌ في الزَّفيرْ

وأَشعرُ بالحُزنِ حدَّ البكاءِ
على بائعِ الكَعكِ حينَ أراهُ..
يُفَتِّشُ عن رِزقهِ في الهجيرْ

على حَجَّةٍ هَدَّها الفقرُ هَدّاً
تنامُ على قِطعةٍ من حَصيرْ

أُحِسُّ بِخوفٍ شديدٍِ وظلٍّ خَفِيٍّ يطاردُني في المسيرْ

وأقرأُ في كُلِّ وجهٍ أراهُ (..وَبِئْس َالْمَصِيرْ)

فلا أستطيعُ التهامَ اللُّحومِ
ولا العومَ في بركةٍ من عصيرْ
ولا الرقصَ في بدلةٍ من حَريرْ

طبيبَ الحكومةِ جِدْ لي دواءً
وقل لي ..
هل الأمرُ جدّاً خطيرْ ؟!

ـ معاليكَ لا بأسَ كُنْ مُطمَئناً
فإن عِلاجَكَ سَهلٌ يَسيرْ

ثلاثُ ملاعقَ تأخذُها مِن معاشِ المواطِنِ
قَبلَ الطّعامِ
و بَعدَ الطّعامِِ
وحين َاضطجاعكَ فوقَ السَّريرْ

وبرشامةٌ مُرَّةُ الطعمِ لكنْ
بها لَذعةٌ ذاتُ نفعٍ كبيرْ
تُسمَّى الـ”فقيرْ”

وخُذْ يا معاليكَ تَحميلةً من شكاوى الرِّعاعِ
وعُصَّ عليها
وذُبْ في الشَّخيرْ

وقُلْ حينَ تُصبِحُ
بِسمِ الحُكومةِ
بِسمِ الحُكومةِ
بِسمِ الحُكومةِ
قُلها ثلاثاً..
يَزولُ (الضمير)!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى