النواب والناخبين / ا . د يحيا سلامه خريسات

النواب والناخبين
ا . د يحيا سلامه خريسات
يعتبر النائب إفرازا طبيعيا لطبيعة المجتمع وتكوينه، فإذا كان المجتمع مدنيا متحضرا ويؤمن بالديمقراطية، أفرز نوابه وممثليه بناء على البرنامج.الإنتخابي ومهنية وقابلية هذا البرنامج للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، وفي هذه الحاله ينتخب الناخب من يمثله بناء على قناعته الشخصية ويمكن أن يكون بناء على توجه حزبه وضمن المصلحة العليا للوطن.
إن الإنتخابات في بلدي الحبيب تجري بناء على البعد العشائري، فإذا كانت العشيرة كبيرة ومتماسكه ضمنت الفوز وحفظت لنفسها مكانا في كل مواقع الدوله إبتداءا من عضوية مجلس النواب وإنتهاءا بعضوية مجلس الوزراء. وتجري الإنتخابات في مثل هذه الحاله بناء على رأي العشيرة ومن يمثلها بغض النظر عن البرنامج الإنتخابي أو البعد الثقافي أو حتى التحصيل العلمي له، وكنتيجة طبيعية يصبح المجلس مجلسا خدماتيا هدفه الأول والأخير تحقيق أكبر المكاسب للعشيرة وبهذا الإطار يختفي الدور الرقابي والتشريعي والذي يعتبر جوهر عمل المجلس.
المشكلة الكبرى قد تحدث عندما ينقلب النائب على قاعدته الإنتخابية بحيث يصبح مدافعا ومتبنيا لبعض قرارات الحكومة حتى وان كانت هذه القرارات تؤثر سلبا على ناخبيه.
إن لغة الحوار تتجلى في إحترام الرأي والرأي الاخر وتقبله والدفاع عن رأيك الشخصي بمهنية وإحتراف وهدوء والظاهرة المغايرة لما ذكرت هي ظاهرة العنف في الحوار، حيث تبدأ برفع الصوت وتحريك ألأيدي والصراخ وتنتهي بالتصادم والعراك اليدوي، وهذا يعكس ضعف المحاور وقلة حيلته وعدم إلمامه بالمواضيع التي يناقشها وبهذه الطريقه يحاول إسكات الطرف الأخر أو تكميم فمه، وهذه كلها مظاهر غير حضارية تعكس عجز من يلجأ اليها وضعفه.
إن قدرة المحاور على الحوار والتحمل وقبول الرأي الاخر وإحترامه ودون الخروج عن آداب الحديث والنقاش يعكس قوته ونضوج فكره والنقيض من ذلك يعتبرا ضعفا وقصورا.
ومادام المواطن ينتخب ممثليه بهذه الطريقة، فما عليه إلا القبول بذلك الواقع والذي يعكس إرادته وتوجهاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى