النصيحة بـ”وطن”

مقال الثلاثاء 20-3-2018
النص الأصلي
النصيحة بـ”وطن”
أكثر العبارات التي تواجهني هذه الأيام “يا رجل فُكّك”..”سيبك منهم”..”100 عطّار ما لحّق ع ..” ، “فخّار يكسّر بعضه”..وعندما تسأل جماعة “فُكّك” عن ماذا اكتب اذن؟ يقترح عليك:المطبّات..الكلاب الضالة!!..فأجيبه صدقني أنا لا أكتب سوى عن هذين المحورين ..المطبات السياسية والاقتصادية ، ومن حاول أن ينهش بهذا الوطن فساداً وتخريباً ولو كان يرتدي ثوب الوطنية والمسؤولية أحياناً..
**
قلتها قبل هذه المرّة ، الكاتب الصحفي مثل الحكم في مباراة كرة القدم ، يجب أن يكون مراقباً لأداء الجميع وغير محسوب على أحد ،عندما يقع خطأ يصفّر عليه ويشير إلى مكان حدوثه ويعيد الحق لصاحبه ، لا يمكن للكاتب الصحفي الذي يحترم نفسه وقلمه وتاريخه أن يكون (حكماً مباعاً) أو ساكتاً عن الحق، فيعطي الحكومات الأفضلية في اللعب ويحتسب لها الأهداف المزوّرة والمتسّللة ويحوّل كل الأخطاء على الشعب ويدافع عن “الدفاشة” التي تقوم بها السلطة التنفيذية بالملعب السياسي ..فقط ليرضوا عنه ويدللّوه ويقربوه منهم ويدخل معهم من حيث يدري ولا يدري في لعبة تقاسم المغانم بعد الفوز على الشعب المسحوق.
الوطن أكبر منّا جميعاً ، وله فضل علينا جميعاً،ولا يقتصر واجب الحماية والإدارة على الحكومة والأمن فقط ، بل علينا ايضاَ..عندما يقتصر الأمر على أملاكهم الخاصة ومزارعهم المملوكة أو الموروثة من “الوالد” لهم الحق أن يفعلوا ما يشاؤون ، لكن هذا الوطن ليس ملكية خاصة ولا هو مزرعة أهلية بل هو وجودنا وكياننا وكرامتنا جميعا…
والله لا نكتب لنناكف أحد ،ولا لنشاغب على أحد ،ولا لنعارض أحد، ولا نطمح من هذه المواقف الا رضا الله ثم رضا الوطن، كما بنفس الوقت لا نخشى الاتهام ،ولا يزعجنا المنع والتهميش ..
نحن نكتب لأننا أصحاب الرسالة في الدفاع عن الأوطان والشعوب ، وصاحب الرسالة ان لم يكن قادراً على حملها فليتركها لغيره ، رسالتنا أن هذا الوطن هو الخالد ونحن الراحلون ، الأسماء مهما كبرت ستؤول إلى التراب ، أما تراب هذا الوطن فهو تبر التاريخ الذي سيكتب به رغماً عن كل الكارهين..
نرفض أن نتّهم بالتحريض إذا ما قلنا كلمة حق أو انتصرنا لمظلوم ، من يسكت عن تجويع الناس وانهاك الاقتصاد ويقبل برهن السيادة لصندوق النقد الدولي هو الذي يحّرض وهو الذي خرج عن صف الوطن..
لن نسكن عن الحق وسنبقى نكتب ونضع الإصبع على الخلل حتى يعتدل الوضع أو نسلّم الأمانة إلى بارئها..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام ثبتك الله على الحق وبارك لك في صحتك وولدك ورزقك ومحبيك اما هم فراحلون بلا كرامة وسمعتهم السيئة لن يبرأ منها حتى
    الاحفاد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى