المناطق الآمنة.. هل للأردن مصلحة؟ / عمر عياصرة

المناطق الآمنة.. هل للأردن مصلحة؟

تكاد موسكو تقبل بدراسة ما طرحه الرئيس الاميركي دونالد ترمب من افكار حول اقامة مناطق آمنة للاجئين في سوريا، ويصاحب ذلك ترحيب تركي، وموافقة سعودية.
التوقيت مشبوه، والمشروع الاميركي غير واضح المعالم، ولا ندري ايقصد منه اعادة اللاجئين السوريين المتواجدين في الغرب ومناطق الجوار الى مخيمات داخل الحدود السورية، ام انه سيقتصر على الفارين الجدد من المعارك القادمة بين «جماعة الاستانة ورافضيها» تحت عناوين مكافحة الارهاب.
الافكار تقول ان هناك توجهًا لصناعة مناطق آمنة على الحدود الاردنية والتركية، وان عبء ادارتها ستكون على الدولتين، وهنا يجب متابعة الامر بحذر، فالمجازفة كبيرة ولابد ان تكون محسوبة، فاستنساخ حالة تشبه مخيم الركبان «نقطة تماس مع داعش» يشكل خطرًا كبيرًا، علينا رفضه.
انا شخصيا كنت من الذين يطالبون في بداية الازمة السورية بمناطق آمنة تمنع تدفق اللاجئين الى مدننا، وتجعل كلفتهم اكثر وضوحا في تحملها من قبل الدول الغنية.
لكن التوقيت اليوم مختلف، فهناك داعش الفارة الى الحدود، والتي سيسهل عليها الاحتماء بالمخيمات، كما انه من غير المنطقي اقناع اللاجئين القاطنين في الداخل الاردني بالذهاب الى جحيم المناطق الآمنة، ومن غير الانساني اجبارهم على ذلك.
قد نقبل بمناطق آمنة تتعلق بالهاربين الجدد ضمن شروط لا تعرض جنودنا الى هجمات التنظيمات المسلحة، فنحن معنيون بمنع تدفق مزيد من اللاجئين مع حسابات دقيقة لكل خطوة قبول او منع.
لا ادري كم يملك الاردن في ظل ظروفه الحالية الصعبة من ممانعة خطوة قد يتفاهم عليها الاقليم، لكن بالمحصلة علينا ألا نتسرع وان نفرق بدقة ما يصب بمصلحتنا وبين ما قد يضر بنا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى