الملك في موسكو / عمر عياصرة

الملك في موسكو

زيارة الملك لموسكو مهمة، من ناحية التنسيق معهم بل فهمهم، ومن جهة أخرى كسب ودهم، وهذا يشبه كثيرا البحث عن ملاذات آمنة لمصالحنا الوطنية العليا.
موسكو ليست بعيدة اليوم عن حدودنا، بل هي الحاكم الأول في دمشق، وأصبحت أخيرا –بعد تراجع واشنطن– اللاعب الأوحد الأهم في ملف إدارة الأزمة ومفاعيلها.
وما يعظم أهمية اللقاء أن النظام في دمشق لم يعد الأهم في المعادلة، ناهيك على أنه يدير الظهر لنا بلغة ثأرية، أما إيران، فالقرب منها يثير حساسيات عند آخرين وفي الداخل الوطني.
لنا مصلحة واضحة في التواصل مع روسيا، ويقال إن هناك علاقة مقبولة بين الملك وبوتين، يجب استثمارها على الوجه الأمثل وبالسرعة القصوى.
نريد من الزيارة استشراف المخطط الروسي لموضوع جنوب سوريا بعد الأستانة، نريد تحطيم «مقاربة» نظام الأسد لدرعا بأنها مشكلة أردنية.
نريد أن توضع قضية عودة اللاجئين على رأس الأولويات الإجرائية في كل التفاهمات، ونرغب أن نكون على الطاولة لا سيما فيما يخص جنوب سوريا.
نريد إنهاء ملف مخيم الركبان بجراءة وسرعة، وعلينا ألا نسمح بأن تكون المعركة الفاصلة مع داعش على حدودنا وقريبا من الرمثا والمفرق.
هناك تسريبات تتحدث عن معركة قادمة في تدمر، تخوضها الجماعات القريبة من عمان، بغطاء جوي روسي وأميركي، وبموافقة نظام بشار، وإدارة أردنية، لعلنا ندعو هنا للتريث ولعدم تقديم الخدمات بالمجان.
الزيارة هامة جدا، وتوقيتها يكثف أهميتها، فالتفاهمات مع موسكو، واستشراف اللحظة القادمة، وفهم توجهات بوتين، كلها مهمات نأمل أن ينجح الملك في الحصول عليها.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى