المفوهون و الخطاب الاصلاحي الداخلي …/ ديما الرجبي

بعد أن شاهدت إحدى الوثائقيات التي تتحدث عن سيرة حياة ” أحدهم” غزا تفكيري عدة تساؤلات، علماً أني لا أحبذ الإبحار في الدفائن لعلمي بأنها دهاليزٌ موجهة لاعاقتنا عن رؤية المشهد الحقيقي.
وما استوقفني لكتابة هذا المقال هو أن المنابر اجتيحت منذ فترة الانهيار العالمي بالمفوهين الذين يعلمون كيف يقفون أمام جماهيرهم ويتحدثون ويقنعون ويجيشون الجيوش .
الخطاب الاصلاحي هو البداية …
نحن أمام مشهدان من حيث ما يتجه اليه هذا المقال، الأول استغلال المنابر وهو أمرٌ مهم ويحصد ” تحالفات شعبية” وهو ما يغيب عن الحكومات التي لم تجتهد حتى لخلق لغة حوار بينها وبين شعوبها لدرء الفتن واحتواء المطالبة الشعبية، فبينما هم يقفون بين جمهورهم محدثيهم وملبين مطالبهم نحن نجتهد في توسعة الفضاء الالكتروني، وما يفوت عن أذهان حكام البلاد المنكوبة بالدماء بأن شعوبها تبحث عن العنصر الحسي الملموس الذي ينبأ بالثقة وهذا ما استغله المفوهين وبدأو مسيرة التحالفات الخاصة بهم.
فلا غرابة أن نرى مصفقين لإيران وحزب الله وحتى النظام السوري لأن الشعوب تبحث عن النتيجة الملموسة والمواقف الثابتة وهؤلاء الثلاثي الدموي حققوا لجمهورهم وقائع رأوها على أرض الواقع .
ولسان حال القوى الجهادية المتطرفة كذلك الأمر .
وحتى هذه اللحظة ما زالت القوى الأخيرة تعلن وجودها من خلال منابرها وتتبنى أي عملٍ يصُب في مصلحة رسالتهم وهذه الخطوات بحد ذاتها “ثبات رسالة ” واخلاص بالوعود !!
حال المنطقة العربية سياسياً تشهد اهتزازات غير مسبوقة أدت إلى تحولات حادة في البنى السياسية وفي معادلات العلاقة بين النخب الحاكمة وشعوبها، وأكبر حماقة ارتكبتها وما زالت تفعل هي اقصاء الحريات العامة وتهميش المطالبات الشعبية، ليخلقوا هم أو “القوى الخفية” تلك الجماعات التي أتت بحلم النصر والاصلاح والجنة .
الشعوب تبحث عن اصلاحات حقيقية بعيداً عن زخرفتها وتسطيرها فنحن نتحدث عن أجيالٍ منفعلة بمفردات الاصلاح ولا يكفي ان نخرج اليهم بتحالفات عسكرية وشجب واستنكار .
لا أدري إلى أين سنصل بهذه الفوضى ويقيناً هي حرب عالمية ثالثة ولا نعلم كم استفاد المهادنون والموافقون من تلك السقطات التاريخية التي اوصلت الشرق العربي إلى الدرك الأسفل ؟!
وما زلنا نقول نحن بحاجةٍ إلى خطاب اصلاحي داخلي فعلي ومواقف بينةّ واجاباتٍ عن اسئلة مهولة تؤرق غدنا ؟!!

والله المُستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى