المفرق / أحمد المثاني

المفرق

مهداة للأخ ابو طارق بصبوص

على مدارج الطفولة .. و في أزقة هذه القرية و ساحاتها .. زرعنا جزءا
من الروح .. و تنهيدة الذكريات
تعود بنا الى محطات من هذا العمر الشارد .. حيث كانت السماء تمطر حبا .. و الأرض تفيض خيرا ..
يوم كنا نركض تحت المطر .. نطارد قوس قزح .. الذي كان اسوارة .. يطوق قريتنا و يلون سماءها ..
المفرق .. هذي القرية التي كانت
تنام على الأمل و لا يغلق لها باب ..
و كنا نسامر نجمها و قمرها .. و نحن
نروي قصصا .. على الرصيف .. تحت أعمدة الكهرباء .. و يأخذنا الخوف من قصص الغولة و الأشباح ..
كانت هذه القرية تنام على قصص
الساهرين في مجالس الجيرة ،
الكبار ” يتعللون” و نحن الأطفال
نلعب لعبة الاختباء .. بين حنايا
البيوت الطينية .. التي كان دفء
محبتها يجمع الجار مع الجار ..
.. و كانت قريتنا تصحو على
فجرها الذي لم تلوثه عوادم السيارات ..
و كنا نصحو على صوت بائع
الحليب .. تحت الشبابيك ..
يحمل خير هذي القرية.. و ما
جاورها ..
هذي القرية التي جمعت سكانها
من كل الانحاء .. و من كل البلدان
و ما ضاقت بهم ..
هذي القرية تعيش فينا .. و قد
عشقناها .. يوم كان فيها ” تل”
و كان فيها ” بركة” و كانت
سهولها وافرة بالزرع .. و في
ربيعها تلبس سجادتها الخضراء
المطرزة بلون الزهر
هذي هي معشوقتنا .. التي
نأوي اليها كلما اكتوينا بنار الاغتراب
و نعود اليها .. و قد كبرت
فيا أحبتها .. أعيدوا اليها ألقها
و طهرها ..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى