المرأة وفضاء الربيع العربي المتجدد L ا.د حسين محادين

المرأة وفضاء الربيع العربي المتجدد

1- مُخطىء من يتعامل مع إنبلاج الربيع العربي كحدث سياسي يُعنى بخلخلة السلطات العليا للحكام وحكوماتهم المسكونة قراراتهم الذكورية المُنفرة للعموم ؛ والمنفردة بانحيازها لاستمرار اعوانهم من الرجال في اتخاذ هذه القرارات الاستبعادية للمرأة الانسان كجزء من إستفزازهم لعموم رعايهم بأسم الوطن والوطنية وكلِ حسب مقاسات ومرجعية هؤاء الحكام ومتخذي هذه القرارات الفكرية والاجراىية في هذا البلد العربي او ذاك معبرا عنها في ضآلة نسب مشاركة المرأة كنصف للمجتمع في الحياة العامة.
2- مخطىء باجتهادي من لايرصد ما يجري في الموجة الثانية من الربيع العربي هذه الايام؛ كيف تمكن نصف المجتمع المُعطل تقريبا او حتى المشلول في جل البلدان العربية حضورا ومشاركة في التخطيط والتنفيذ للنهوض الميداني له وبالضد من ذكورية السلطة رغم ان الاخيرة أنثى لغة ومضامين انسانية في طور الانتفاض على كل اشكال الاستبعاد لها.
3- لنلاحظ كيف تُدير المرأة العربية ضمنا معركة تحررها من سطوة “الذكر/المنتفض ضد حكوماته” في الفكر والأسرة والأعلام والمسجد والكنيسة كؤسسات تنشئة اجتماعية سياسية؛ وفي كل الفضاءات التي حُرمت المرأة الكفؤة كأنسان من تأثيثها او إعادة توزيعها بعيد عن ماضوية التقسيم النمطي للسلطات على اساس تفوق وارتفاع مكانة الذكر وليس الرجل ؛وتدني مكانة المرأة بالمجمل ضمن مفهوم الدولة العربية القبيلة رغم وجود بعض مظاهر المدنية الغربية والحقوقية الزائفة في وطننا العربي للآن؛ فهل يستقيم أداء مجتمع ما ان كان يسير على ساق ذكورية ؛ثم هل تكتمل عمليات النمو السليم والتنمية العادلة ان كانتا منحازتان لنصف المجتمع من دون استهدافهما لانسانية الانسان من الجنسين مثلا؟.
اخيرا ؛ها هي المراة العربية تنتفض بالضد من كل عوامل استلابها في دول الربيع العربي حاليا الآخذ في الانتشار انطلاقا من انقضاضها ضمنا على قواعد التنشئة الاجتماعية والسياسية التقليدية التي نتعلمها للآن في تنميط حضور وادوار المرأة المستمرة للآن نسبياً “بابا يعمل”وماما تطبخ” ما يجعل خروج المرأة من الحيز الخاص /البيت؛الى الفضاء العام مع الجماهير المنتفضة في ساحات السودان والجزائر كمثال راهن وولود بقادم واعد…طوبى للمراة الانسان في كل هذا الوطن الممتد من فقر الرغيف الى فقر الحريات والمواطنة الحقة كنتاج للحداثة الحقيقية في عالم اصبح الانسان الكوني والتكنولوجي بتفاعلاته اللحظية مع غيره من نجاحات الأمم الاخرى؛ فاعلاً ومتمرداً على كل عناوين الجمود او القصور الفكري واشكال العنف الموجه ضد النساء في بلداننا العربية والاسلامية الذي ما زلنا به نعيش والواجب تعديلها مرحلياً؛وبرغم هذا التشخيص العلمي غير المجامل للسائد بالتأكيد سنبقى بالأمل ملتحفون.
* أكاديمي وعضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى