زعل حليبون على أهل الشام / رائد عبدالرحمن حجازي

زعل حليبون على أهل الشام
هذا مثل له قصة طريفة وهي أن رجل كان يُلقب بحليبون وهو من إحدى قُرى دمشق كان لديه مزرعة أبقار وكان يومياً يورد ناتجه من الحليب لبعض محلات الألبان والحلويات في دمشق . إلا أنه وفي أحد الأيام أشار عليه أحد أصدقاءه برفع سعر الحليب على التجار , راقت الفكرة لحليبون وباشر برفع سعر الحليب على التجار ولكن التجار أخبروه بأنهم لن يشتروا منه الحليب إلا بالسعر القديم لا بل أخبروه بأنهم بإمكانهم الحصول على الحليب من غيره وبسعر أقل . فما كان من حليبون إلا التمسك بسعره الجديد وإلا لن يورد لهم الحليب بعد اليوم . وفعلاً هذا ما حدث لم يعد يورد حليبون الحليب لتجار الشام ومع مرور الأيام أصبح حليبون يعاني من كساد إنتاجه من الحليب لدرجة أنه أصبح يوزعه بالمجان على أقاربه وأصدقائه وفي بعض الأحيان يلجأ لإتلاف كميات كبيرة من الحليب كونه لا يملك برادات أو ما شابه ذلك لتخزين الفائض .

وفي أحد الأيام قال حليبون لنفسه أكيد الأن تجار الشام في ضائقة لا يعلمها إلا الله كوني لم أعد أورّد لهم الحليب وربما كسدت تجارة الألبان والحلويات عندهم . وبعد تفكير مستفيض بينه وبين نفسه قرر حليبون الذهاب للشام ليرى ماذا حل بالتجار الذين كانوا يشتروا منه الحليب . وفي اليوم التالي غادر قريته متوجهاً للمدينة وما أن وصل للسوق شاهد ما لم يكن يتوقعه . تجار الألبان والحلويات محلاتهم تزدحم بالبضاعة لا بل أكثر وأجود مما كانت عليه في السابق .
مسكين حليبون إستمع لمشورة صديقه ولكنها لم تنفعه بل على العكس فقد كانت النتيجة عكسية وهو من خسر وليس التجار .

أما وقد تم الإعلان عن إجراء الإنتخابات النيابية القادمة فإنني أرى نُسخ عديدة من حليبون وصديقه , فهذا ينصح صديقه بتقديم إستقالته من وظيفته والترشح للإنتخابات وذاك يقترح على صديقه بيع قطعة أرض ليتمكن من تغطية مصاريف الحملة الإنتخابية وأخر يقول لصديقه والله لو تنزل غير تنجح بالأغلبية , وإللي ساطحني أكثر بتلاقي واحدهم قاعد هو ومرته وأتشمن شلعوط وبحتشوا له ليش ما تنزل للإنتخابات , هم إللي بنزلوا أحسن منك والمشكلة إنه بصدق حاله الأخ وبقتنع إنه راح ينجح ومثلهم مثايل .

لكن في النهاية سيكون مصيرهم مثل مصير حليبون وأني متأكد مليون بالمية .

رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى