اللي بيدك!

مقال الثلاثاء 16-1-2018
اللي بيدك!
سمع أن نائب منطقته يأتي إلى مكتبه في البلد كل خميس – هلا بالخميس- يفتح الأبواب ويستقبل المراجعين ويتندّر على أصحاب الحاجات ليضحك الكثير من المنافقين الذي يشيدون بسعادته وسمعته، مؤيدين “وقوفه” في وجه الحكومة و”صلابته” بالقضايا التي تخص الوطن والمواطن والذي يؤكّد أن “قاعدته” الشعبية هي من أهم “المقوّيات” التي تجعله يرفع سقفه ويهدر بالكلمات النارية وأنه عندما يمنح الثقة للحكومة ويصوّت لصالح الموازنة يفعل ذلك قناعة لا “ارتخاء” منه بسبب الألو لا سمح الله وانما لما تقتضيه مصلحة الوطن العليا..
بعد الضحى ، ارتدى أبو يحيى ثوبه الرمادي وطقمه القطني حليبي اللون و”كفته بالجرابات” استعداداً للنائب والمنخفض معاً، وتدرّج نحو مكتب صاحب السعادة في الطابق الثاني من بنايته التي يملكها والتي كانت أبّان الانتخابات غرفة عمليات لشطب الأسماء والاتصال بالسيارات وحصر الهويات وصرف المحروقات ومراجعة المدفوعات وغيرها من الإجراءات الانتخابية التي يعرفها الجميع..
كان مُكيّف المكتب مضبوط على درجة حرارة 29 ،والدخان يملأ القاعة الكبرى ، بينما يقوم شاب جامعي بالدوران بصينية شاي على الحاضرين على شكل مربّع ناقص ضلع طمعاً أن يحنّ عليه النائب ويكرمه بوظيفة لا تختلف كثيراً عن هذه المهنة المجانية..دخل ابو يحيى سلّم على الجميع بعبارة “قو الغانمين” وجلس على كرسي “نجل”..بدأ حفلة توزيع الإعفاءات الطبية على بعض المتقدمين ليغدقوا عليه بمزيد من الشكر والتقدير والعرفان والنصر على من عاداه..وهناك بعض المتسوّلات الفرادى اللاتي يقفن تباعاً بالباب ، تنظر إحداهن إلى الوجوه بحزن مصطنع فيخرج النائب ديناراً من جيبه ويطلب من أحد الفتيان إيصال الأعطية إليها..
التفت الى ابي يحيى وقال : “تفضّل حجي” ، قالها وهو يرجع نفسه على الكرسي الهزّاز..
– أبو يحيى: يزيد فضلك..ع مهلك تا تخلص شغلك
– النائب:العمر بيخلص والشغل ما بيخلص..تفضل أؤمرني.
– أبو يحيى: بدي اياك كلمتين راس “خلاوي”..
– النائب: بيش اشي يتخبا حجي هظول كلهم إخواني وقرايبي فيش حدا غريب..بس من أولها..وظايف ما عنديش..نقل معلمين، موظفين، عساكر ما بقدرش..شطب رسوم غرامات ،تطليع محابيس، أعفيني فيش اشي بيدي..
– أبو يحيى: ولا اشي من هظول..بدي اللي بيدك..
– النائب: شو اللي بيدي..
– ابو يحيى: اني ما عنديش فيس بوك..بس الأولاد ورجوني صورتك لما صوروك الصحفيين بالجلسة و بيدك “حبتين” الله أعلم شو لونهن..قلت بحالي سعادته..لا يمكن يوخذ اشي يضره ويضر الشعب ، ولا يمكن يوخذ اشي وما يحسب حساب الشعب..شو هالحبتين ؟ يا ريفانين..يا “b12” يا اشي بيقوي العصب..فقاصد الله ثم قاصدك بكم حبة للطبقة الوسطى بلكي “استندت على حيلها”..بوجه هالغلا اللي طبختوه انتو والحكومة..
– النائب بارتباك ملحوظ :شايفين عاد؟ الختيار بده يبليني بالصورة!!..وشو عرفّك انه اللي بالصورة انا..وهو مش مبين فيها الا الأدين..
– أبو يحيى: ولو سعادتك.. أديك وحافظهن عالغيب من رفعتهن بالثقة، ورفعتهن بالموازنة ، ورفعتهن برفع الخبز، بعرف شكلهن من قد ما شفتهن (رافعات)..كمان يا خوي مسكتك “للحبتين” زي مسكتك “لهويتي” يوم التصويت ..نسيت انه فيك عادة تقلب الشغلة وجه وقفا عدم المؤاخذة؟؟..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الاستاذ الزعبي لا يستطيع احد ان يجاريك بأسلوبك اطلاقا فانت تستطيع ان تنتزع الضحكه من القلب رغم الالم انت من يستشعر وجع الناس انت ضمير الشعب بصدق ننتظر ابداعاتك انت وفنان الشعب الكبير الاستاذ موسى حجازين بارك الله فيكما.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى