ورق مبروز .. تحقيق صحفي للزميلة فرح عوض

سواليف
ورق مبروز

** “ورقة” الشهادة الجامعية ، تعلق على الجدران فارغة من التعبير عن المهارة والخبرة الفعلية لل ” المطلوب ” أن يُدرس.

** نداول الألقاب – الدكتور المهندس المحامي الصحفي .. الخ- ونتهافت كيف وصل هذا الفلان الى ذاك المنصب !

فعليا ما أنزلنا الى قاع القاع هو تدني مستوى التعليم الجامعي أسلوبا ومنهجا و إمكانيا وبيئة وإشرافا ، والسؤال الأول هنا على من يعود التقصير ؟ الطالب أم المعلم – عذرا الدكتور- أم المنهجية ذاتها ؟!

أثبتت دراسات البنك الدولي التي أجريت في السنوات الثلاثة الماضية أن التعليم العالي في الأردن أفضل من نظيره في المنطقة العربية ولكن كما أشار -أحمد جميل شاكر- “بأنه مقارنة واقع هذا التعليم العالي عما كان عليه في السابق نعتبره متراجعا” لأسباب جليلة ومستهان بها ، وعلى رأسها العولمة طالما هي سلاح ذو حدين، تُستغل في الجامعات لأهداف تجارية ، فنرى اكبر الجامعات الحكومية ترفع أسعار ساعاتها لتصبح منافسة للجامعات الخاصة بحجة توفير الإمكانيات المتطورة والتكنولوجية التي تزيد من كفاءة الطالب ، وفعليا هي تؤول بالطالب للاعتماد على “الداتا” وقمع الفكر والتفكير مع غياب المراقبة عليه في كيفية استغلال العولمة. ومن ناحية اخرى يضطر بعض الطلاب للعمل لتوفير “سعر العلم” فنجدهم صباحا طلاب علم وليلا ساقين في أحد الكافيهات – بعيدا عن ثقافة العيب – يؤدي ذلك إلى فشل أغلبهم في التوفيق بين العلم والعمل.

وبإجراء محادثات مع بعض الطلاب من جامعات مختلفة تبين أن العامل الثاني هو تحطم آمال الطلاب المعنوية في مرحلة ما بعد الدراسة أو تواكلهم بسبب وحود فيتامين واو “الواسطة” ، وتعلم الطلاب اصبح فقط للحصول على الورقة لا للتعلم الارادي الفعلي لانهم يوقنون بالنهاية أن مجال العمل ليس له علاقة بما يدرسونه هذا في حال وجد عمل بمجال تخصصه .

وهنا الزاوية الأهم التي يهاب الأغلب التطرق إليها وقد تم فصل طالبين مؤخرا فقط لانهم نوّهوا عنها ، وهي سلبيات “الدكاترة” في الجامعات ، تجد منهم من يفتقر لمهارة ايصال المتطلب ، ومنهم من يتعين فقط لقمع الطالب “بالعنف اللفظي” وخلق حاجز في الطالب بينه وبين الأمل والعمل على النجاح. وبالطبع دون إنكار جهد الاساتذة الحقيقيين وهم ما قل عددهم.

كما نجد بعض الجامعات “وهذا واضح” بأنها أصبحت إصلاحيات وليست بيئات تعليمية سواء أكان ذلك في أماكن الدراسة او الاستراحة او المرافق العامة ، وقد تسبب ذلك في نوع من الإهمال وعدم التفاعل من قبل الطالب ، وعند مطالبة اللجان الطلابية بالإصلاح المكاني يتوجب عليهم انتظار دورهم بالسنوات !

الأسباب واضحة لجميع المعنيين ولكن مستهان بها .. فالرائد الأول والأخير “التحصيل المالي”

وهذا ما أشار اليه البعض من حقائق فعلية :

– محمود أسعد “مسؤول قسم الفنون في وزارة التربية والتعليم”: المشكلة تبدأ من المدرسة هنالك عوامل أدت إلى انهيار النظام التعليمي حين تم اختراقه من قبل رواد العولمة وتجار العلم الذين ساهموا في خلق تلك الإشكالية حيث أصبح متخذي القرار من أكبر مساهمي الجامعات والمدارس الخاصة وهذا أدى إلى وجود جيل معتمد على التكنولوجيا والتقنيّة الحديثة التي استخدمت بغير محلها وهذا ساهم في خلق جيل غير مثقف لذلك نجد الجامعات هي المصب الذي تم إرفاده بالطبلة غير القارئين وكذلك الاهل لم يكن لديهم الوقت للسؤال عن أبنائهم.

– الدكتورة سماهر السرحان: الواسطة والمحسوبية وعدم محاربة الفساد ومحاربة أصحاب الفكر النيّر وغياب العدالة هي أسباب تدني كل شيء.

– نور ابراهيم من الجامعة الهاشمية: نحن لا نريد أن ندرس فقط نريد الشهادات “والدكاترة” غايتهم التقييم الجيد والجامعات هدفها مادي ولم يكسبها سوى الكافتيريات.

ومن طلاب جامعة الهندسة التكنولوجية :

– محمد زبيدي: طريقة التعامل بين الدكتور والطالب ومنهجية التلقين ” لا يوجد شيء اسمه تحفيظ قوانين” من أهم الأسباب.

– فيصل عليان: بالنسبة للمدرسين فهو الفقر لتحسين كفائتهم والاهتمام بإعطائهم دورات تزيد من خبرتهم أما الطلاب اصبح هدفهم “قطعة” الشهادة لإثبات المكانة الإجتماعية.

– محمود عوني: التحطيم النفسي للشباب بسبب الواسطات يهبط من إرادة الطالب للعلم.

– لانا قيسية: البيئة الجامعية أصبحت تؤول لما يشبه مراكز الإصلاح !

فرح عوض

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى