الفريحات والمتقاعدين.. تواصل الأذكياء

الفريحات والمتقاعدين .. تواصل الأذكياء

عمر عياصرة

افطار خاص وفريد من نوعه، اقامه رئيس هيئة الاركان المشتركة، الفريق الركن محمود فريحات، للمتقاعدين العسكرين في الجنوب.
يأتي الافطار ضمن خطة للتواصل مع المتقاعدين، يبدو ان الجيش العربي ينفذها بإرادة من الملك عبد الله الثاني، الامر الذي يمكن ان نقرأ فيه، احتواء وتواصلا واعطاء اهتمام للمتقاعدين الذين خرج منهم في الفترة الماضية بعض التصريحات والتعبيرات التي تنمّ على الغضب.
الافطار في الجنوب، لم يكن الاول الذي يقيمه الفريحات للمتقاعدين، بل سبقه واحد آخر، وفي كليهما، عرضت ايجازات من مدير الاستخبارات العسكرية من جهة، ومن هيئة العمليات والتدريب، اللتين تعدان من اهم الاذرع التابعة للمؤسسة العسكرية.
اذا التواصل مقصود ومحمود، فهؤلاء المتقاعدون هم ذخيرة حية وسند حقيقي للجيش، واطلاعهم على ما يجري على الحدود يساعد بجذب انتباههم لما يجري، وبالتالي طمأنتهم، فهم صلة وصل بين المؤسسة العسكرية والمجتمع، كما انهم يشكلون بديلا موضوعيا تكتيكيا للنخبة السياسية الغائبة عن التأثير والتأثر بما يجري على الحدود.
رئيس هيئة الأركان المشتركة، استغل الافطار ايضا ليصرح عسكريا وسياسيا قائلا: ان حدود المملكة الأردنية الهاشمية آمنة ومستقرة، وان جميع وحدات وتشكيلات الجيش العربي المنفتحة على الحدود جاهزة وبكل عزيمة وتصميم على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والتعدي على حدوده وباستخدام اقصى درجات القوة.
كما لم يفت الفريق فريحات ان يتحدث عن توجهات لإعادة هيكلة بعض وحدات الجيش، في اشارة، الى اننا ورغم التحدي الكبير على الحدود نفكر بتطوير اداري للجيش، ولعل الرسالة هنا فيها ثقة من جهة، واعلام للمتقاعدين المقربين من العمق الاجتماعي للجيش بأن ثمة تطويرا قادما.
على كل الصعد، هذا التواصل يشكل خطوة ذكية، فالجيش مقبل على مواجهة تحد يحتاج من الجميع الوقوف الى جانبه، وليس اقرب واهم واكثر اخلاصا من مجتمع المتقاعدين العسكريين ليكون جسرا للمهمة ومخلصا لها.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى