الفاتحة / يسار خصاونه

الفاتحة
لا تخلو صلاة من فاتحة الكتاب وأمّ الكتاب وأعظم سورة في القرآن الكريم والمثاني السبع .. كم قرأتها ؟ وكم سمعتها ؟ وكنت في كل مرة قارئاً ومستمعاً خاشعاً لله متوسلاً بها إليه ، كنت أحسُّ بها أنها لنا نحنُ المسلمين دون العالمين ، وأنها شعارنا وهويتنا ، كنت أظنُّ أنها الباب الواسع الذي ندخل به إلى رب العزة والكمال ، لكنني حين استمعت إلى الفاتحة من أفواه إخواننا المسيحيين على درج قصر العدل أدركت فوراً أنها فاتحتهم أيضاً وطريقهم إلى الله ، لا .. لم تكن يوماً الفاتحة لنا وحدنا ، وإن أصابنا الغرور بامتلاكها ، وهو الذي يقول ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” فهل نحن العالمين .. يا إلهي كم أخطأنا ، وكم بنينا بيننا وبين العالمين سدوداً وهمية وبلحظة صدق هدمتها قراءة الفاتحة من إخواننا المسيحيين ، بلحظة اتصال مع الله أزالت كل السدود بيننا ، هل تأخرنا هل فهمنا هذا الدرس ، قد نكون ، لكننا فهمناه أخيراً وسنعمل بمنهاجه .
كانت رسالة عمان مفتاحاً لنا ، ولكن بعضنا لم يستخدمه ، كانت رسائل البابا في الفاتيكان مفتاحاً لنا ، لكننا لم نلمسها ، كيف لم ننتبه إلى أنفسنا من خلال علاقاتنا مع إخواننا المسيحيين ؟ كيف لم ننتبه إلى تبادل زياراتنا في الأعياد الدينية ؟ كيف تناسينا أننا أمام الله سواء … لقد جاءت الفاتحة من أفواههم لتوقظنا ، وتعيدنا إلى الصواب الذي ما زلنا نمارسه من محبة وسلام معهم .
نحن معاً احباب الله ، ونحن معاً حناجر تقرأ الفاتحة ، ونحن معاً صُلبنا على أعواد الغلاة والحاقدين .
نعم ، سنغضب من أجل سيدنا محمد عليه السلام ، نعم سنغضب من أجل سيدنا عيسى عليه السلام ، ولكن لن ننسى أن نغضب من خلال أخلاقهما وليس من خلال عصبيتنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى