الغمغمة

مقال الثلاثاء 25-7-2017
النص الأصلي
الغمغمة
التردد في إعطاء المعلومة أو محاولة إخفائها وتغطيتها ربما كان أسلوباً ناجعاً قبل نصف قرن عندما كانت الحارة كلها بالكاد تقتني “تلفزيوناً” واحداً ونصف الختيارية “نايمين” قبل نشرة الأخبار الرئيسة من حضر منهم ها هو قد سمع وشاهد ومن لم يحضر لن يعرف ، وبالتالي ما يبث هو الذي يجب أن يصدّق ويعرف ، لكن هذه الطريقة لم تعد تجدِي في هذا العصر الذي صار فيه المواطن والمقيم لديه وكالة أنباء كاملة متكاملة ، ووحدة نقل وبث متطوّرة ،فالجهاز الخلوي فيه تصوير وتسجيل ونقل مباشر لأي حدث يراه..وأربعة أخماس الناس يجلسون على صفحاتهم في مواقع التواصل يتابعون الأخبار العاجلة ويتداولون الأحداث ويغمّسون الإشاعات ما لم يصدر هناك توضيح رسمي واضح وصريح وشفّاف لأن “الغمغمة” والتخباية في هذا الزمن “المشلّح” يشبه تماماً من يجلس عارياً ويتغطّى “بمحرمة”..شو بدها تستر لتستر..
**
للأسف طريقتنا في التعامل مع الأحداث واحدة، سواء أكانت صغيرة وبسيطة مثل “أسد جرش” المزعوم أو معقّدة ومبهمة مثل حادث السفارة ، تصريحات نيئة و”لهمدة” اخبارية غير مدروسة،وبيانات مكتوبة على عجل لا تعطي الصورة الكاملة القابلة للتصديق..طيب نرجع لأسد جرش..الجهات المسؤولة تنفي والمواطنون يؤكدون..يخرج 400شخص في قرية لأنهم سمعوا صوت زئير قريب وشهود عيان يؤكدون أنهم رأوه بأعينهم بينما الحكومة تنفي..يا “اخي يا في يا ما فيش”….واذا كان هناك حيوان مفقود من محمية او مزرعة خاصة صارحوا الناس واطلبوا مساعدتهم للإبلاغ عنه..واذا لم يكن هناك أي وجود لهذه الخرافة قولوها بالفم الملآن و”خلصونا”..لكن إياكم ان يظهر الأسد المطلوب بشريط مسجّل يعلن مسؤوليته عن أكل “عنزة” في الأحراش فالمصداقية عندها ستكون بمهبّ الريح!.
**
فيما يتعلّق بحادث السفارة، الرواية الرسمية الأولية قالت أن “مشاجرة” وقعت بين شاب أردني يقوم بتركيب أثاث في احد مرافق السفارة “الإسرائيلية” ورجل امن “اسرائيلي” طيب مشاجرة على ماذا؟؟ على “مفكّ مصلّب”..على “زرّادية” أم أن الاختلاف في هذا الظرف السياسي والأقليمي الملتهب حدث على نوع الخشب “زان” و”لاتيه”؟؟..قولوا أن شاباً أردنيا قام بعملية كذا وكذا واربطوها بما يجري للأقصى وحمّلوا “إسرائيل” النتيجة هكذا تفعل كل دول العالم التي تقع فيها أحداث مشابهة..طبعاً اذا كان الشاب قد قام فعلاً بالعملية.
أو استنكروا واشجبوا بشدّة مقتل شاب أردني برىء بسبب مجرد اشتباه أمني..لكن لا تتركوا الأمور عائمة للتحليل والتأويل في وكالة “الفيسبوك” التي يجتهد بها كل من هبّ ودبّ…

كل ما يهمنا أن تبقى مصداقية الدولة فوق كل اعتبار..وأنا أعني مصداقية الدولة وليس مصداقية الحكومة..فتلك قصّة مختلفة…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. يوووووو …منشكر الله انو ما حطو بالتلفزيون الرسمي عن فوائد الميرمية يا اخي

  2. يا اخي احمد احنا بالغربة ومنتابع الاخبار مثلنا مثل الناس لكن للان ما حصلنا على شيء مقنع !!! الحكومة بتتخبط وبطمطم كالعادة:ما هي الاسباب وراء الشجار ؟؟ ولماذا يقتل طفل من قبل اسرائيلي …… ويخلى سبيله من المستشفى على اساس انه كان بين ايدي الامن ؟؟ وكيف وصل…… الاسرائيلي الى السفارة بعد الحادث ؟؟ والان نسمع بانه تم تسوية الموضوع ؟؟؟ هل هذا صحيح وهل الانسان الاردني رخيص الى هذا الحد ؟؟؟ عندما قتلوا الشهيد رائد زعيتر قلنا ان الشهيد استشهد هناك في فلسطين ولايمكن للحكومة الاردنية ان تفعل شيء او ان تصل للحقيقة ..لكن ان يقتل طفل اردني وفي عقر داره ..فهذه اهانه للشعب الاردني ,,اذن انا اردني غير امن على نفسي وعلى زوجتي وعلى اولادي ان يدخل…… اسرائيلي ويقتلنا في بيتنا وان يعود بأمان الى فلسطين او يقتلنا في الشارع ويترك ليعود بأمان !!! كأنه لم يفعل شيْ ؟؟؟هل يحق لاي دبلوماسسي قتل اي اردني دون ان يحاسب؟؟؟؟ يا حكومة طالمة اشبعتنيا امن وامان ,,,في بلد لا يأمن السائر على نفسه وعائلته من غدر اليهود!!!!

  3. مصادر الاخبار التي نعتمد عليها جعلتنا نرى ردود فعل دول اخرى على قتل رعاياها من قبل اليهود .
    تركيا و سفينه مرمره لازالت حاظره بالاذهان .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى