العتب على قدر المحبة / بقلم مدير مديرية ثقافة محافظة البلقاء جلال عبدالرحيم أبو طالب

سعت مديرية ثقافة محافظة البلقاء إلى إثراء المشهد الثقافي بتظاهرات ثقافية جديدة ، وقد شهدت جل مناطق المحافظة تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية ،سواءً كان عن طريق المديرية أو بالشراكة مع الهيئات الثقافية ومكونات المجتمع المدني، وعلى الرغم من قلة الإمكانات المالية إلّا أنّ الإرادة القوية لدى موظفي المديرية وتمسكهم بالواجب الوطني وحسهم المهني اعطاهم حافزاً قوياً للعمل والاجتهاد على تطوير الفعل الثقافي وبرمجة أنشطة من شأنها النهوض بالواقع الثقافي في المحافظة وقد شهد العام المنصرم العديد من الفعاليات الثقافية بلغت (300) نشاط وهو ما يعد إنجاز يحسب لمديرية الثقافة. وفي إطار الواقع الثقافي تعد البلقاء ثاني محافظات المملكة بعدد الهيئات الثقافية التي تشكل نسيجاً متعدد الألوان والأنماط الفكرية إذ يتبع مديرية ثقافة محافظة البلقاء أربعون هيئة ثقافية موزعة في المحافظة تعزز عمل المديرية في ترسيخ مفهوم العمل الثقافي الوطني وتعزيز قيم المواطنة البنّاءة والتفاعل مع المجتمع المحلي وتنميته ثقافياً وفكرياً لمواكبة التطور الثقافي المتسارع الذي نعيشه، كما تسهم في تشجيع الإبداع الثقافي والفني، وأسست هذه الهيئات لتحقيق العديد من الأهداف، نذكر منها على سبيل المثال :
– ممارسة النشاطات الثقافية والاجتماعية والتطوعية لخدمة البيئة المحلية. – رعاية وانتاج الانشطة والفعاليات والبرامج الثقافية.
– تشجيع ومساعدة المبدعين في المجالات الثقافية المختلفة.
– تنظيم وإقامة الندوات والملتقيات الفكرية والفعاليات والمهرجانات المختلفة. – نشر الوعي الثقافي والفني التعليمي من خلال تكنولوجيا المعلومات (الحاسوب، والإنترنت)
– عقد الندوات والمحاضرات والمهرجانات والمعارض.
– ممارسة النشاطات الثقافية والفكرية والاجتماعية المختلفة.
– إقامة الندوات واللقاءات والمحاضرات لترسيخ مفهوم الديمقراطية وحقوق الانسان وكيفية المحافظة عليها.
– عقد الندوات والمحاضرات وورش العمل والمهرجانات والمسابقات الثقافية والبرامج الحوارية الخاصة بالأطفال.
– اقامة الندوات والمحاضرات والأمسيات والمهرجانات والمؤتمرات والمعارض الثقافية والفكرية والتراثية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالعمل الثقافي .
– المساهمة في النشاطات التي تقيمها المؤسسات الرسمية والتطوعية .
– تفعيل الحركة الفنية والمسرحيّة في المدينة.

ورغم الزخم الثقافي في هذه الأهداف إلّا أننا وللأسف نلاحظ الغياب الواضح لرؤساء وأعضاء الهيئات الثقافية الذين يعتبرون الأذرع الرئيسيّة لمديرية الثقافة عن النشاطات التي تنظمها المديرية والتي تصب جميعها في الأهداف التي ذكرناها، عتبي كبير عليهم فمن حق الأخ أن يعتب على أخيه، كما أنّ موضوع قلة روّاد النشاطات الثقافية يعود لأسباب كثيرة يعرفها القاصي والداني، ولكن على جيل الشباب أن يتفاعل بقوّة مع الأنشطة الثقافية لتجنب السقوط في هاوية الفراغ وما يتبع ذلك من انحرافات سلوكية وأخلاقيّة وفكر ضلالي متطرف، للأسف أصبحنا نعاني من مسارح بلا جمهور ومهرجانات وندوات ومحاضرات بلا حضور….. لكن علينا التماس العذر للأسباب التالية:
– الأماكن المخصصة للفعاليات لم تكن في موقع مناسب بحيث تجذب الجميع ويسهل الوصول إليها.
– تضارب مواعيد بعض الفعاليات مع بعضها البعض .
– غياب التغطية الإعلاميّة والدعاية والترويج للفعاليات.
ولكن يمكننا في المقابل أن لا نعتقد أنّ العزوف عن حضور الفعاليات الثقافيّة مشكلة محليّة، لكننا مطالبون أن نستمع لبعضنا البعض وأن نحتفي بمنجزاتنا وننتقدها دون تجريح ولا شخصنة وأنتظر من زملائي وأخواني أي مقترح لتفعيل الفعل الثقافي في سلط التاريخ والثقافة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى