سواليف
فجّر مسلسل “العاصوف” جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية، وذلك بعد بث الحلقة الأولى منه، الخميس.
المسلسل الذي يؤدي دور البطولة فيه الممثل الشهير ناصر القصبي، يتناول حياة المجتمع السعودي في سبعينات القرن الماضي، لا سيما في مناطق نجد.
وأثارت الحلقة الأولى من المسلسل جدلا واسعا، لا سيما أن بعض المشاهد اعتبرها السعوديون “تجنّيا على آبائهم وأجدادهم”، إضافة إلى أنها “تعطي انطباعا سيئا للغاية عن السعوديين في ذلك الوقت”.
المسلسل الذي قال القائمون عليه إنه يسعى إلى إظهار الصورة الحقيقية للسعوديين قبل ما يعرف بـ”الصحوة”، عرض في حلقته الأولى مشهدا لطفل لقيط، وامرأة تنتظر خروج زوجها لكسب الرزق، من أجل خيانته مع رجل آخر، وهو ما فجر موجة غضب واسعة.
وقالت قناة “العربية” إن “القصبي يعود في رداء جديد، مناقشا للتغيرات التي انعكست على المجتمع، واستغلال السياسة لصحوة التطرف”.
فيما قال ناشطون إن مسلسل “العاصوف”، الذي ألّفه الكاتب عبد الرحمن الوابلي (توفي عام 2016)، يجسد صورة واقعية للمجتمع السعودي في السبعينات.
وأوضح ناشطون أن محاولة التغطية على نمط حياة السعوديين في الماضي أصبح أمرا غير ممكن، معلنين إقرارهم ببعض الممارسات السيئة في حياة الآباء والأجداد.
وقارن ناشطون بين “العاصوف” والمسلسلات السورية التي تحكي قصص البيئة الشامية في الماضي، قائلين إن الأخيرة تحاول إظهار كل حسن للمجتمع، بينما أظهر القصبي عبر مسلسله الجديد “ممارسات معيبة بحق كل من يراها من السعوديين”، بحسب قولهم.
وأنشأ ناشطون هاشتاغ بعنوان “ما كنا كذا”، قال المشاركون فيه إن المجتمع السعودي لم يكن على الإطلاق كما صوره مسلسل “العاصوف”.
وغرد ناصر القصبي بعد عرض الحلقة الأولى: “بمناسبة عرض الحلقة الأولى من العاصوف، اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على مغالق أبواب السماء للفتح انفتحت، اكفني شر المدرعمين المنفلتين. أما الناقدين المعترضين، فأنا كفيل بهم”.
وأضاف: “اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ألْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَما أمَرْتَني فَيَسِّرْ لي ذلِكَ”.
وكان القصبي قال في تغريدة في شباط/ فبراير الماضي: “سحقا للصحوة ما أقبحها”، في تعليقه على صورة لمشاركة فتيات في رقصة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة السعودي “الجنادرية” في دورته الـ32.
يذكر أن هذا المسلسل يعرض بعد تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المتكررة، التي أكد فيها سعيه إلى القضاء على ما تبقى من مظاهر “الصحوة”، والعودة إلى ما قبل العام 1979.
