العاشق الصغير / أحمد المثاني

العاشق الصغير

امسكه .. امسكه ، يتعالى صوت رجولي ، مختلط بصوت و فزعة نسائية من خلف سور يطوق بيتا ، يشعرك بثراء ساكنيه ..
و هذا السور تتكئ عليه نباتات متسلقة و أشجار ، راحت تطاول السور بارتفاعها ..

الحدث : بعد الصخب و الفزعة .. طفل يافع
بين الأيدي ، تم الامساك به محاولا تجاوز
خط الممنوع ، بمحاولة الوصول لأعلى السور . التهمة القبض عليه متلبسا بمحاولة السرقة باقتحام السور .. الشاب الصغير الذي كالعصفور بين الأيدي .. يبكي .. و يصيح .. و يرجو .. و الله ما بدي اسرق ، أنا مش سراق .. مشان الله ..
بتفتيشه .. كانت وردة حمراء ، قطفها للتو من شجرة الورد التي تطل على الشارع ،
من سور هذا القصر . .

بعد المثول أمام القاضي في المحكمة ، كانت التهمة الموجهة المدبرة .. محاولة
السرقة ، متلبسا و بحوزته مبلغ من المال
القاضي يسأل : ما الذي جعلك تتسور هاذا البيت .. و لماذا سرقت ..?
الشاب الصغير و بعد القسم .. مرتجفا ..
سيدي القاضي ، نعم سرقت ..
كنت مارا في الشارع ، فشاهدت على السور وردة حمراء .. أعجبتني .. و كم كنت أتمنى أن يكون لنا بيت فيه وردة .. فقمت بقطفها
و كنت ، و بصراحة ، أنوي أن أهديها لبنت جيراننا .. التي تبتسم لي من خلف الباب ..
و أقسم أنني لست ( حرامي) ..
تفهم القاضي ما يقوله الصبي .. و أطرق .. و راح يسترجع أيام طفولته .. محدثا نفسه : من منا لم يسرق وردة عن سور الجيران .. أو فكر بذلك ، و هو يرى الصور و الأفلام
بما فيها من رومانسية .. الورد و العشق ..

.. ضحك القاضي و تذكر وردته الأولى و حبه الأول .. أيام صباه ..
ثم يأتي الصوت بعد المطرقة : براءة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى