الصورة الانثى .. لماذا ؟؟ / أ . د حسين محادين*

الصورة الانثى .. لماذا ؟؟

تذكيّر ومفارقه معا ..
كثيرا ما قامت “جموع “من البشر في ثورات شعبية بالضد من دكتاتورية بعض الحُكام والانظمة عبر التاريخ؛ رفضا منهم لفكرة استئثار أولئك الحكام بالقرارات السياسية والاقتصادية في السِلم او الحرب ولاستحواذهم ايضا على ثروات العباد والبلاد وهذا هو التذكير أولا.
اما المفارقة الثانية هنا؛ فهي ان جسد كل واحد من تلك الجموع الثائرة يتشرب ما يقارب 80% من معارفه عبر حاسة واحدة من بين حواسه الخمس عادة ؛ الا وهي حاسة البصر التي تُشكل دكتاتورا مقبولا لها او مسكوت عنه بدواخلنا ومع هذا لا نثور عليه جراء سطوته على شجرة حواسنا؛ ولأنه مبعث على اللذات والخدر المُحبب لكل منا عبر ما نشاهده من صور ومشاهدات غنية نتمتع بها ونخزنها في دواخلنا لذا فالبصر منجم ذكرياتنا المحببة لنا كأفراد .
أما أنا فأُحُب الصورة الانثى لأنها :-
– اغواء للحواس.
– وقوف الألوان في عيوننا كألف واثقة من جمال قِوامها تفردا من بين حروف الابجدية .
– استدعاء البصر لدم جرحى لم نُتقن تلاوة اسمائهم بُعيد انتهاء معارك القبائل والاوطان حيث لا فرق بين دم ودم والكل من الانسان .
– هي احقاق لعشق ما في يباس الحاضر بحثا عن مشارب جديدة لري حقول هذا العمر لغزا وجفاف .
– ثِمار الروح اذ تحن لمواعيد القِطاف المؤجلة لسهو عن المواعيد ، او تخاذل لحواسنا ؛عن ذكرى موجعه او لقاء ذابل غير مرغوب في افتضاحه.
– احتشاد انفاسنا في عناق لاهب مع من نُحب عندما جبُنّا ان نطلب من احدهم ان يُوثق عناقنا في لقطة حب خشية ان نسقط في لغة المشاع .
أخيرا ..احبها باختصار لأنها الذكرى المشتهاة لدكتاتورية عناق غادرنا و جبنا في توثيقها او تقليدها مُجددا للتو.

• قسم علم الاجتماع – جامعة مؤتة

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى