الصمت خير لكم / م . عبدالكريم أبو زنيمة

الصمت خير لكم
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية مقطع فيديو لاحدى أعضاء مجلس النواب الاردني الحالي تهنيء فيه أحمد الدقامسه بمناسبة خروجه من السجون الاسرائيلية ! وكمواطن اردني وهي ممثلتي في هذا المجلس العتيد اتقدم منها بالشكر والعرفان على هذه اللفتة الطيبة بأهتمامها بنا كمواطنين وبمشاعرها الطيبة تجاهنا وبسعة معرفتها هي وزملائها النواب بقضايانا وهمومنا!
لم استغرب ضحالة معرفتها بالقضايا الوطنية والهم الوطني هي والكثيرين من أعضاء المجلس الحالي وما سبقه من مجالس ! لكن ما اثار استغرابي واستهجاني هو تلك التعليقات عليها وعلى عدم معرفتها بقضية الدقامسة وفي اي سجن واي بلد كان ! فماذا كنتم تتوقعون ان تكون افرازات هذه القوانين الانتخابية العبثية ؟ هل توقعتم أن تفرز صفوة المهتمين بالشؤون والهموم والقضايا الوطنية العامة وأن تفرز الخبراء والمختصين في الاقتصاد والادارة والسياسة والتعليم والصناعة والزراعة…الخ ! حتماً هكذا قوانين لن تفرز الا أغلبية تدافع عمّن صممت لاجلهم تلك القوانين وهم مؤسسة الفساد بتركيبتها الشمولية ،تلك الاغلبية التي ترفع أيديها أو تطأطىء رأسها بالموافقة بأشارة من أحد ما من داخل المجلس أو ” الو ” من خارجه!
يا صاحبة السعادة أنا شخصياً لا ألومك على ضحالة معرفتك وجهلك بالقضايا الوطنية فمثلك الكثير من افرازات هذه القوانين العبثية للانتخابات في هذا المجلس وما سبقه من مجالس ! وانا وكثيرون غيري لا نعّول ولا نؤمن ولم ولن نصّدق بهذه الكذبة الديمقراطية فهي لا تحمل من الديمقراطية الا إسمها وللاسف لوثتها ، وهي بذات الوقت تُستغل أي الحياة البرلمانية لتمرير مشاريع لاوطنية شهدنا الكثير منها إبتداء من وادي عربه وصولاً إلى الغاز الفلسطيني المسروق “الغاز الصهيوني” وما كانت لتتم لولا وجود هذه المجالس النيابية الصورية.
لقد تعودنا على بطولاتكم وصولاتكم مرتين خلال الدورات البرلمانية ،المرة الاولى خلال فترة الترشح للانتخابات والمرة الثانية قبيل انتهاء الدورة البرلمانية وفي هاتين المرتين تكون فاتورة حسابكم مع المواطنين كاصوات انتخابية ، اما خلال إنعقاد الدورة البرلمانية فللكثير منكم صولات وجولات ولكن فاتورة حسابهم مع حكومتنا الرشيدة كعطاءات واستثمارات وهبات واُعطيات ومناصب…الخ ، ونصيحتي أن الصمت خير لكم في القضايا العامة ، فكل المجالس النيابية بعد حادثة الباقورة والتي سجن فيها أحمد الدقامسه عجزت عن إخراجه من السجن في الاردن وليس من إسرائيل وبالمقابل عجزت عن زج لص واحد مكانه في السجن ، ومن جهة اخرى لم تسهم مجالسكم المزورة والمزيفة في بناء وتدعيم ركائز الدولة بل اسهمت ومن خلال تبادل المصالح بينها وبين الحكومات المتعاقبة في خلخة بنيانها وهدم منظومة القيم والاخلاق الاجتماعية وانهيار النظم والضوابط الادارية للدولة وتشجيع وتضخم الفساد ،هذه المجالس عجزت عن تشريع قانون انتحاب وطني عصري يفرز قوى وطنية تعيد بناء الدولة المدنية العصرية حيث ان قانون الانتخاب الذي اساسه وجوهره التنافس البرامجي هو المدخل الرئيس للاصلاح الحقيقي وبناء دولة المؤسسات…دولة سيادة القانون والعدالة والكرامة الانسانية والحريات العامة وتكافؤ الفرص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى