” الشيلوكيون “..

مقال الاثنين 11-9-2017
” الشيلوكيون “..
النص الاصلي

بمناسبة الحديث عن قانون الضريبة الجديد ،وإصرار الحكومة على طبخهِ بسريّة تامة داخل مختبرات “اللؤم” ومجالس “التركيع” فإنني أقترح على بحر العلوم سماحة الدكتور هاني الملقي أن يأخذ بعين الاعتبار مشارب أخرى للضريبة ربما تسدّ نهمه ونهم من معه في تدبير لوازم الترف للطبقات ” الأتموسفيرية”العليا..
فمثلاً يستطيع أن يفرض ضريبة على “عيديات” الأولاد..فمجرد بقائها في حصّالاتهم تجميد لرأس مال نقدي من غير تدوير وبالتالي يجب أخذ ضريبة على المبالغ المجموعة “بالشلن والعشرة قروش”..وبما أن الحكومة صارت شريك لنا في كل شيء حتى في الأسرّة..فيمكنها أيضا أن تقتطع حصتها من ميراث الأموات للأحياء ، للذكر مثل حظ الأنثيين وللحكومة الخُمس..ويمكنها أيضاَ أن تأخذ حصّتها من ثمن الأرض التي يبيعها الأب ليكمل تدريس أبنائه الأربعة على نفقته الخاصة..ويمكنكم أيضاَ يا دولة الرئيس أن تأخذوا بدلاً نقدياً عن وحدات الدم التي يحتاجها النازفون إن كان ينقص حكومتكم “الدم” ، أو تعال وخذ ضريبة على الكلى المتعبة بعد كل وجبة غسيل فأنتم أحقّ منا بالحياة ..أفلا تخجلون؟؟..
كل من دخله فوق الخمسمائة دينار سيدفع للخزينة 5% ورب الأسرة يدفع 10% إذا بلغ دخله ألف دينار..وإذا كنت تملك مخزناً أو شقة عليك أن تدفع من مردوده/ها 10% للحكومة ، كل هذا “الحلب”حتى يتمكّن اللصوص من إكمال مشروعهم في إفلاس الشعب ورميه على حافة الفوضى..
تعال يا دولة الرئيس ودرّس بالخمسمائة دينار 4 طلاب جامعيين وادفع منها إيجار البيت وفواتير الكهرباء بالسعر فوق العالمي والبنزين فوق السعر العالمي والماء فوق السعر العالمي وانفق على أسرة مكونة من سبعة أفراد بالمبلغ ذاته…أبناؤنا ليسوا سفراء ولا أمناء عامين ولا باشوات ، ولا تـُكنس أمامهم كل العوائق ويعيّنوا مدراء في المطار والمواقع الحساسة وهم عاجزون عن تركيب جملة مفيدة واحدة..أبناؤنا يدرسون في مدارس متواضعة وجامعات متواضعة يدرسون من جيوبنا نحن لا من منح الحكومة ولا من قوائم الديوان..من أرضنا ،وزيتوننا، وقمحنا نحن…أفلا تخجلون؟؟..
ثم يأتي بعض النواب ويتعهّدون لقواعدهم الانتخابية بإبطال قانون الضريبة الجديد: ( زعم الفرزدق أنه سيقتل مربعاً أبشر بطول السلامة يا مربع)..فإذا كان المرشّح لمجلس النيابة مليونيراً على الغالب..والمليونير في عرف دولتنا لا يدفع الضريبة..فكيف سيشعر مع الطبقة الدنيا ..الأثرياء أبناء الدولة النجباء لا يدفعون ولا يكلّفون ..و إن شئتم سأعد لكم العشرات من النواب والوزراء ممن لا يتقدّمون بدخولهم الحقيقية..لا بل لا يدفعون ضريبة المسقفات للخزينة مهما كثرت منشآتهم وبنايتاهم ومولاتهم واستثماراتهم…والفقير “ابو غرفتين ومطبخ” يسدد قبل نهاية كل عام ما عليه من التزامات للدولة..أيها الأفاضل النواب تنحّوا جانباً رجاءً فنعرفكم جولاتكم المخزية…نعرفها جيداً
**
يقولون أن الفريق الاقتصادي يدرس قانون الضريبة بسرية تامة..وأنا أقول من أين يأتون لنا بأنصاف المساطيل؟..أقسم بالله أنهم غير قادرين على إدارة مزرعة دواجن فكيف لهم بإدارة اقتصاد دولة…من أين تأتونا بكل هؤلاء ممن لفظهم فم الزمن والفشل، من أفول المحبطين ، “الشايلوكيين”، الناقمين ، الأميين الذين لا يدركون خطورة زفير التحذير التي يطلقها الشعب بعد كل قرار ..
لم يعد التذمر ولا التندر مجدياً مع حكومات عاجزة “مقفلة الدماغ”، لا تمثل أكثر من “برارة الادارات” ..على صاحب القرار أن يسمعنا جيداً وينتصر لشعبه وحسب ، لأن الشعب صمام الأمان والبقاء وليس سواه..لن نرمي الحمل بعد اليوم على غير صاحبه!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. استاذ احمد لقد ابدعت ابدعت ابدعت ولكن لا حياة لمن تنادي . فالقانون سوف ينفذ غصبن عن ابو ابونا بقبره . وكلها لربك اللي رح ينتقم باذنه تعالى من كل ظالم .

  2. استاذنا الحبيب احمد الزعبي
    والله انك لامست كل جروحنا وكل معاناتنا وكل القهر اللي الشعب الاردني بيعيشه يوميا .
    اقسم بالله الناس ماشية وبتحكي مع حالها من هالغلى وارتفاع السعار وقلة الدخل ومتطلبات الحياة الكثيرة .
    نحن نناشد جلالة سيدنا حفظه الله ورعاه بأن يوقف هذه الحكومة عند حدها ، لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء والخضراء وكل الالوان .
    نحن شعب يموت من أجل وطنه وترابه ولكن هؤلاء سلبوا منا فرحتنا وضحكتنا .
    وانا بقول لازم ييجي اليوم ونشوف كل عابث بهذا الوطن ينال جزاءه .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى