الشيخ و السُكرجيّة! / د . ناصر نايف البزور

الشيخ و السُكرجيّة!
الكثير من الناس يعيش بطولات و همية! و الكثير يلهث وراء السراب و الأضواء جهلاً أو مبالغة في الطموح و الأماني!
عندما كنتُ أدرس في مرحلة الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية، كان يُطلب منّا الكثير من المشاريع و الواجبات التي تستلزم العمل الجماعي في فرق… لكنّني تكبّدت عناء و مخاطر العمل منفرداً تجنّباً للوقوع في ما لا تُحمد عُقباه!
فمنذ المشروع الأول تلقيّت الدعوة عبر البريد الإلكتروني من صديق أمريكي للحضور للعمل مع سبعة من أعضاء الفريق؛ عندها سألته: هل ستحضر زميلاتنا الطالبات؟ فقال: بالطبع… فقلت: و هل سيكون هناك مشروبات “روحية”؟ فقال: رُبّما…
فقرّرت حينها عدم المشاركة منذ ذلك الوقت ليس من باب الورع؛ بل من باب الواجب الشرعي في درء المفاسد… و اجتناب الشبهات… و “اجتناب” الخمر…و عدم “قُرب” الزنى كما أمرنا الله بالنَّص القرآني: في قوله تعالى “إنّما الخمر …. فاجتنبوه”؛ و قوله: “و لا تقربوا الزنا…”!
الدكتور محمد نوح بارك الله فيه ذهب مع بعض النواب إلى بيت السفير البريطاني لكنّه كما ذكرت المصادر غادر مجلس الفاحشة عندما تمّ تقديم “الوسكي” أو المشروبات الروحية …
الكثير يُشيدون بموقف الشيخ البطولي و ورعه الجم…. كفاكم استغباء للعقول ….فالمسلم “كيّس فطن”! بل الكثير يهاجمون من ينتقد الشيخ محمّد و كأنّه نبي مُرسل…نحن لا نخوض في نوايا الشيخ؛ و لكنّنا نحلّل الموقف بشكل موضوعي…
فإن كان لا يتوقّع أن يجد الوسكي هناك فهو عديم المعرفة… و نحن نعلم أنّه ليس كذلك…. و إن كان يعلم وجود الفواحش فهو… أترك الحكم لعقولكم… و كما قالت العرب: إن كنت تدري فتلك مصيبة… و إن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم”!!!
يعني معاليه كان يتوقع أن تُقام صلاة التراويح في بيت السفير …. يالله، تراويح و مشروبات روحية قريبة في اللفظ… يعني عذره معه 🙁 🙁 🙁
سأفترض حسن الظن و سوف أصفّق مع المصفقين للشيخ محمد بشرط واحد… و هو كالآتي: إذا كان الشيخ خرج من بيت السفير من باب إنكار المنكر بالفعل…فهل نهى زملاءه النواب الآخرين عن الشرب أو طلب منهم المغادرة معه…؟
فإن كان لم يفعل فقد خان الأمانة في مسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر…. و إن كان فعل ذلك و لم يستجيبوا له فقد وجب عليه شرعاً و قانوناً أمام الله و أمام الشعب أن يتقدّم بشكوى إلى لجنة السلوك النيابي لمحاسبة النواب السٌكرجية…!!!
إن فعل الشيخ ذلك فسوف نشيدُ بفعله و نرفع له القبّعات…. و إن لم يفعل فالقرار لكم يا أصحاب العقول…. “و الميّة بتشذّب الغطّاس”!!! و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى