الشاعر الفاعوري يوقع مقام الضباب في بيت الثقافة والفنون

سواليف

رعى الدكتور بركات عوجان وزير الثقافة الأسبق في بيت الثقافة والفنون فعالية توقيع ديوان ( مقام الضباب) للشاعر الأردني علي الفاعوري، حيث اشتمل الحفل على كلمة للدكتور عوجان:
” إن الشاعر علي الفاعوري يعكس في ديوانه مقام الضباب الهم القومي، والوطني، وأعجبني في هذا الديوان تنوعه في التعبير عن حالة الشعر الإنسانية وعبر عنها بمجموعة من القصائد التي عكست ارتباط الشاعر بأمكنة الطفولة، إلى جانب قصائد أخرى تتحدث عن الحب بمفهومه الإنساني، كما وأشار في سياق حديثه عن أهمية ما يقوم به بيت الثقافة وما شاهده من جمهور واسع جاء ليستمع للشعر، وهذا الجهد كله يعود للدكتورة هناء البواب، كما وأشار إلى أهمية دعم مثل هذه الجمعيات الفاعلة التي تشكل الذراع الأساسي لوزارة الثقافة بخاصة، والفعل الأردني بعامة”
بينما قدم الفنان الشاعر محمد العامري شهادة ابداعية بحق الشاعر الفاعوري بعنوان أشهد على خفته وأراه… قال فيها:
أن تشهد على الشعر يعني بالتأكيد سوف تتورط بارتكاب حالة القشعريرة التي كانت تنتاب الشاعر حين سكب تلك النصوص في آنية الألم، فكيف لي أن أكون حمّالاً لألم الآخر كونه بكى بمعزل عن عينيك ، لكنني سأقتفي أثر البكاء في غرفته الشعرية وأثلام القصيدة لأنها تدلّني على ابتلال الورق وتنهدات الحروف وحرقة الغياب،
لانني عرفته في لحظة الوجد……. ينأى،
عرفت أنه يخبيء البكاء في حقيبته هناك،
ولا يرى سوى شظايا لمرآة شربت دفتر الذكريات،
فكان على شعر في جل لحظاته الغائرة في التذكر،
واستدراج لحظات بعيدة كانت قد هربت منه في قميص الشجرة
إلى أن ختمها بقوله: .
يبقى علي الفاعوري الذي تأخر في إعلان ديوانه الأول يقدم حزنه بصورة جلية كإحتجاج على مشهدية السواد في الحالة العامة.
كما وقدم الموسيقي المصري حسين معزوفات منوعة من تأليفه، ثم قدم الدكتور حسين البطوش دراسة نقدية عن الديوان أضاء فيها على بعض الجوانب والموضوعات وتقنيات الشعر لدى الفاعوري قال فيها:
فمن شأن هذا كله أن نتوه كما يقلّب المقام الموسيقي قلوبنا؛ ففي اللحظة الواحدة يبهجنا كما يحزننا بإيقاعه الشجي بتأثيره السحري وفق نوتة مدروسة وممنهجة وهذا ما يفعله بنا علي الفاعوري علي مستوى المشاعر والذهن وهذا ما يترجم في حقيقة الأمر نصوص الشاعر فعلا؛ لإدراكه العميق بأن مثل هذه النصوص ستشغل المتلقي وتدهشه بإمتاع شائق بمؤدى إيقاع السكون والحركة والثابت والمتحول وفق انسياق فصاحة البوح بلاغة القول من قبيل لغة جزلة رصينة أطاعته بكل انقياد من قبيل مؤدى العلاقات الثرية المتنوعة بدلالاتها المعجمية والسياقيه والسماعية.
(ثم قرأ الشاعر الفاعوري نصوصا من ديوانه منها:
حديثُ الخُرافة
تقولُ الخُرافةُ
إنّ النساءَ ابتدأنَ دُخاناً
تصاعَدَ مِنْ كَفِّ تُفّاحةٍ في الظلامْ
وإنّ القطارَ الذي قدْ أتيْنَ بهِ
من شُقوقِ البعيدِ
توقّفَ حينَ كَبُرْنَ
وصِرْنَ بنات النجومِ
تحومُ السّماءُ على وقْعِ أقدامِهِنَّ وهُنَّ
يُنقّرْنَ بالكعْبِ أرواحنا
ويأكُلنَ حَبّ القلوبِ كفرْخِ حَمامْ .
تقولُ الخُرافَةُ
إنَّ الجميلاتِ هُنّ مياهُ الجُنونْ
وحينَ مَللْنَ الجلوسَ على البحرِ
تَبخَّرْنَ حُزناً
فصِرْنَ غَمامْ ..
تساقَطْنَ مثلَ النجومِ على نومنا ..
فاستفاقَ الكلامْ ..
وسلمت الدكتورة هناء البواب رئيسة البيت الدروع التذكارية لراعي الاحتفال وللفاعوري بعد أن قالت شهادة في حق الشاعر علي الفاعوري وأنه استطاع في فترة زمنية سريعة أن يقف في مصاف شعراء كبار في الأردن، فيما قدم الحفل وأداره الإعلامي أسعد خليفة، مع قراءات من ديوان الشاعر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى