الرياض تتكيف.. فلماذا لا نفعل؟ / عمر عياصرة

الرياض تتكيف.. فلماذا لا نفعل؟

لا يمكن وصف زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى موسكو، وما انجزه من صفقات اقتصادية وسياسية، الا من باب انه ( تكيّف سعودي ) مع مستجدات الواقع الاقليمي الجديد.
الزيارة كانت بطلب سعودي، واظنها اضطرارية، والتفكير فيها وبكلفتها جاء في سياقات من القناعة بأن التأخر عن روسيا سيكون له كلفة باهظة، وقد جاءت اللحظة لتحاول الرياض عدم ترك موسكو لطهران وانقرة.
الرادارات السعودية هي الانشط في الاقليم، والسبب انها الاكثر قلقا من كل التطورات الاخيرة المتسارعة التي اسفرت مبدئيا عن اصطفاف روسي تركي ايراني قد يتحول لتحالف متين يحاصر السعودية وغيرها.
ايضا حكام السعودية الجدد، يدركون بقلق ان الادارة الاميركية الترامبية لا زالت تمر بمرحلة عدم اليقين، وهذه المرحلة قد تطول، فلم تنفعها 460 مليار في انتاج موقف اميركي صلب ومنحاز للسعودية تجاه ايران تحديدا.
من هنا تقرر الرياض توسيع سلة اختياراتها، فرغم انها الحليف الاهم بعد اسرائيل لأميركا، الا ان السياق ومعادلات الاستمرار والامن الوطني يستدعيان فتح الخطوط بحميمية كبيرة على جهات كانت تعرّف قبل اشهر بأنها اهداف وتحديات.
الاردن معني بمراقبة السلوك السعودي وفهم ذبذباته، فلا مكان للمتأخرين في الاقليم، ولا منطق في الابقاء على الانكشاف الاستراتيجي التي نعيشها حاليا.
لذلك، علينا ان نضع خطة واضحة المعالم والمراحل، تاركين وراءنا البطء والعمل بالمياومة، فالهوامش متاحة لنفعل كما يفعل حلفاءنا، وقد آن الاوان لخطوات تكيّفية فارقة ومحسوبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى