الروائي الأردني أيمن عوض … المنفلوطي بحلة القرن الحادي والعشرين !!!

الروائي الأردني أيمن عوض
المنفلوطي بحلة القرن الحادي والعشرين !!!

كتبت … خلود المومني

عندما بدأت تعلم القراءة قام أبي رحمه الله بإحضار كتب المنفلوطي جميعها لأقرأ.
وعندما كبرت عرفت ان أبي كان يريد أن يغرس في قيم الحب والخلق والفضيلة والخير دون تلقينها. .كان يريد أن أتعلمها من الكتب مباشرة.
وتقدم الزمان وما عدت أجد تلك الكتب أو من يقرأها أو من يتعامل بها.
انتشرت روايات عبير. ..وشتان مابين ما تغرسه فيك تلك الكتب وهذه الروايات.
ولسبب ما لم أعد أقرأ كما كنت.
وفجأة وبلا سابق إنذار قفزت أمامي مجموعة روايات للكاتب الأردني أيمن عوض. .بدأت الأولى ولم ينته الصباح إلا وقد اكملتها. .وبدات الثانية. ..والثالثة. ..بنهم جديد لمطالعة رواية طويلة حيث أن ذوقي أصبح محصورا في القصص القصيرة والكتيبات.
وفي كل سطر أقرأ. ..أطالع أبي. ..وأعود لسطور المنفلوطي. .تلك الأخلاق التي بناها ونماها في أجيال سابقة.
وتعود الفضيلة والنظرات والعبرات والشاعر وماجدولين إلي بحلتها الجديدة.
ملامح ملاك وفنجان قهوة. …ذكريات ملوثة وصدى رحلة عابرة. …وللأمس صرخة وخبايا الأحلام. ..وعلاقة بلا عنوان.
طالعتها لأتعرف إلى منفلوطي عصر أبنائي.
الكاتب الروائي أيمن عوض. .كاتب ملتزم ينحو منحى غرس القيم والأخلاق في عصر غابت فيه الكثير من القيم في الروايات. . أي رواية الآن لا تخلو من إيحاءات جنسية أو دعوة للتمرد على قيمة من قيم الدين والمجتمع؟ !
دهشت وانا أتعرف بين السطور على شخصياته واتنقل من رواية إلى أخرى. .تعود في كل سطر الأخلاق والفضيلة. .بابطاله الذين يدعو من خلالهم إلى قيم الحب والدين والخلق والخير. إلى الصمود في تحقيق الطموح والأمل بالمستقبل مهما كان طريقه محفوفا بالشوك والصعاب …إلى التمسك بالعادات والتقاليد التي باتت تزول وتتلاشى كما بعض الاحلام في الحياة.
أيمن عوض تعرفت على قلمه المبدع في غرس هذه القيم وتلك العادات. …رواياته نور في طريق أبنائنا وبناتنا.
ملتزم بفكره وقلمه. ..مبدع في رسم الحدث والتسلسل فيه. ..لا يترك أي ثغرة خلفه دون تفسير أو تأويل. ..ذكي في طريقة سرده وخطابه القاريء.
روايات أيمن عوض كنز نضعه بين يدي جيل يرفض التلقين والاستماع إليك. ..يرفض القيود. ..يرفض كل ماهو قديم بحجة التماشي مع العصر الجديد. .هذا الكنز نضعه بين أيديهم ليربيهم بطريقته وأسلوبه ويعيد كل قيمة دينية وخلقية واجتماعية اختفت من فكرهم وبدأت ملامحها تزول.
الروائي أيمن عوض المنفلوطي بحلة جديدة ضعوه بين يدي ابنائكم. ..لإعادة الأفضل من زمنكم إلى زمنهم قبل أن تسحقهم عجلة السرعة والاتصالات والحياة. .!!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى