الرقص بالمقلوب / مجد عدنان

“الرقص بالمقلوب ”
#مجد_عدنان

يقول شكسبير ” إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..”

كثيرا ما يتسائلن النساء عن تلك المرأة المميزة التي تستطيع أن تمتلك قلب الرجل مدى الحياة ، فهناك من تحاول إظهار مفاتنها وجمالها متناسية أي اهتمام بالفهم والإدراك، وهناك من تثري عقلها بالعلم والمعرفة دون انتباهها لحروف الأنوثة في قاموس الحياة.
وهناك من تعتقد أنه بالتمرد و التمسك و التشبث بالآراء، و التنافس مع الرجل على أي موقف كان ، تستطيع أن تثبت نفسها في قلبه طيلة الأعوام.

و هناك سيدات يتبعن المقولة الدارجة والتي تقول بأن أقرب طريق الى قلب الرجل هو معدته، فتجدها تقضي نصف عمرها في المطبخ وهي تحضر له أشهى الأطباق، غير منتبهة لملامح أخرى يبحث عنها اغلب الرجال.

مقالات ذات صلة

بالتأكيد إن موضوع المرأة التي تعجب الرجل و تبقى عالقه في ذهنه هو أمر نسبي، فالبعض يهتم بالقشور و لا ينتبه للبذور.
البعض يحبها صامته لا منطق ولا عقل ، المهم أن تكون أمامه صورة جميلة داخل إطار .
والبعض يبحث عن تلك المثقفة ، القارئة ، المهتمة، بكل التفاصيل .. التي تكسب كل جدال

ما بين رغبات الرجل، وما تعتقده النساء ، يبقى جواب المسألة هذه يتأرجح بين ما يهواه وما تهواه.

الرجل غالبا يميل إلى السكينة والهدوء في ثنايا بيته فتراه يبحث عن تلك التي ترضى و تتقبل ولا تشغل باله بالطلبات.

ولكن صدقا المشكلة أن البعض من الرجال لا يدرك أن مسألة الإرتباط والإعجاب هي تماما مثل” الرقص بالمقلوب”
فتلك التي أعجبته و طلب يدها للزواج، تصبح بعد ليلة وضحاها من ليالي الزواج ، امرأة عادية و كل الصفات التي كانت تلفته فيها عادية ليس فيها شىء يستحق الجدال.

تصبح تلك المثقفة و المتكلمة والتي كانت تدهشه بلباقه حرفها، امرأة ثرثارة، تهوى الكلام .
و تغدو تلك التي سرقت قلبه لشدة جمالها و ذوقها ، امرأة أقل من عادية و يصبح اهتمامها بشكلها و مظهرها، كماليات ومصاريف لا داعي لها بعد الآن.

أما تلك التي أعجبته شخصيتها القوية ، و قدرتها على إثبات نفسها، ليست إلا مسترجلة وتحاول أن تمحي شخصيته أمام الناس.

تبا لتلك المفارقة العجيبة ، التي تصبح تلك المرأة غير العادية، عادية بعد كتب الكتاب .
تبا لعقول تبني رغباتها على الزواج دون النظر إلى أبعد من ثلاثة أعوام.

نحن نرقص بالمقلوب ، حين نعارض ما كنا عليه في السابق ، فقط لأن الأماكن التي أصبحنا نشغلها باتت تختلف عن المكان الذي بنينا عليه أي قرار .

نحن نرقص بالمقلوب حين نحب ما لسنا نملكه ،وحين نعتاد عليه بعد الإمتلاك يصبح قرارا يحتاج إلى إعادة حساب .

نحن نرقص بالمقلوب و تصبح صورنا كلها بالمعكوس، حين ننتفض عن جلدنا ونلبس ثوبا ليس على مقاسنا كنا قد لبسناه تقبلا لواقع بداخلنا أصبح الآن مرفوض!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى