الرزاز يلتقي جماعة الإخوان المسلمين / عمر عياصرة

الرزاز يلتقي جماعة الإخوان المسلمين
عمر عياصرة

خبر صحيح، فقد قام ثلاثة من وزراء حكومة الرزاز بزيارة منزل المهندس عبد الحميد الذنيبات، المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، ذلك بعد تكليف من رئيس الحكومة لقيامهم بالزيارة والحوار.
زيارة تطرح في جعبتها الكثير من الاسئلة والاستفسارات، فليس من السهل ان يشتبك الرزاز مع ملف سياسي معقد، غير ناضج، وبطابع امني، دون ان يكون وراء ذلك قصة بعينها.
الغريب انه لم يكن مضطراً للقاء، فهناك واجهات اخرى التقاها ولا تثير حساسية، كحزب جبهة العمل الاسلامي، وكتلة الاصلاح، لكنه رغم ذلك سعى للواجهة الرئيسة للجماعة التي لا تعترف بها الدولة في الآونة الاخيرة.
هنا، نسأل، عن مبرر اللقاء، فهل هناك مثلا، رغبة عند حكومة الرزاز في اقتحام الملف المعقد، وهل تعلم المرجعيات (الديوان والامن) عن ذلك، أهو مجرد اجتهاد شخصي، ام هناك ضوء اخضر؟
إذا كان اللقاء مجرد محاولة شخصية من الرزاز لاسترضاء الاسلاميين، لغايات تخفيف الضغط عنه، دون ان يأخذ اشارة مرور من المرجعيات، فأعتقد انه سيعاني لوما شديدا، لا يصل لمرحلة الورطة السياسية.
لكن هل الرزاز من الأغرار في السياسة كي يقحم نفسه في اشتباك مع ملف شائك، دون إذن مرور؟ هل يصنع لنفسه فخاً؟ أليس في حكومته رجل بحجم رجائي المعشر يمكن ان ينصحه ويمنعه من الارتجال؟
كل ذلك، يجعلنا نذهب الى احتمال آخر لا أراه قويا، احتمال تتمناه الحركة الاسلامية، وهو ان الرجل اخذ سماحا بالتواصل مع المراقب العام؛ بالتالي هناك انفراج في العلاقة، وتسييس للصراع.
وعلينا الانتباه ان اللقاء لم يحضره الرزاز، مما يعطينا اشارة إلى التردد في الاشتباك، وانه مجرد ارتجال من الحكومة، واذا كان ثمة ضوء اخضر، فأظنه عامّاً مصدره القصر.
ملف العلاقة بين الحركة الاسلامية والدولة معقد وبسيط في آن واحد، لا اعتقد انه سيكون من صلاحيات الحكومة، وهنا يجب ان نفهم الاشارات كما هي، لا كما نحب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى