الرزاز اضاع فرصه عنقوديه !! / د.بسام روبين

الرزاز اضاع فرصه عنقوديه !!
التعديل الحكومي ذكرني بإعلان قديم لاختيار بطل لمسلسل شهير حيث كان يجلس احد المرشحين متوترا قبيل المقابله فاقترب منه أحد المراسلين مشفقا على توتره هامسا له لا تقلق يا سيدي فالبطل تم اختياره منذ زمن بعيد والمسلسل الآن في حلقته الأخيره أما أنتم فلترويج وشهره المسلسل فقط ومع أننا جميعا نعرف هذه القصه الا اننا فرحنا عندما سمعنا ان دولة الرئيس بصدد تغيير النهج وهو جاد في مقابلاته مع شباب اردنيين متخصصين في تطوير الأداء الحكومي وخبراء ابدعوا في تميز دول عربيه استقطبتهم واستثمرت لمساتهم وتقدمت بفكرهم النير وتميزهم وحسنت مؤشرات الاداء في مختلف جوانب الحياه لديها ولكن فرحتنا لم تدوم طويلا عندما طالعتنا وسائل الإعلام بتعديل حكومي لا يخرج عن كونه حكومة تسيير أعمال وفقا للنهج المتبع ففي الوقت الذي تتجه فيه الدول لتطوير نهجها الحكومي ومراقبة مؤشرات الأداء للعاملين في الحكومه لتكون مرجعية للاداء الحقيقي للدولة و للوزراء وعلى كافة المستويات الاستراتيجيه والتشغيليه نراها تجمد وزارة تطوير القطاع العام وتلغي توجها كان من الممكن له ان يجلب السعاده للاردنيين ويعالج المشاكل التي تحصل في عمل القطاع العام من خلال مراقبة الاداء الحكومي للوزراء والعاملين في جهاز الدوله وتطلق خدمات الكترونيه حقيقيه ترتقي بالدوله الاردنيه بدلا من عجز الحكومه الالكترونيه التي تسير كالسلحفاه في مجال تفعيل الخدمات الالكترونيه للمواطنين بالرغم من حجم الانفاق الحكومي الكبير لخططها المتعثره في ظل غياب الرقابه والمساءله ولا ندري كيف سيكون الحال مع غياب وزارة تطوير القطاع العام فالتعديل يعني اننا لسنا بحاجه للتطوير ولا يوجد لدينا مشاكل والكل يقوم بواجباته الوظيفيه على أكمل وجه فالعجز ضمن الأرقام المقبوله عالميا والمواطن في غاية السعاده والراحه والسؤال المطروح هنا أمام دولة الرئيس شخصيا الى متى سيبقى شبابنا وطاقاتنا التي تبهر العالم بانجازاتها ويشهد لها العدو قبل الصديق مهجره ولا يعمل دولة الرئيس على استقطابها واستثمارها والاستفاده من مخزونها الاستراتيجي في تطعيم اعمال الحكومه
مع جزمي ان اي دعوة لهؤلاء الشباب الاردنيين ستلقى منهم كل التأييد والقبول لخدمة وطنهم الموجوع فهم على أتم الاستعداد للتضحيه من اجل الاردن بانفسهم وخبراتهم وسيضعون فكرهم التطويري بين يدي الرئيس ضاربين بعرض الحائط كل الامتيازات التي يتقاضونها حاليا لا لشيء الا لأجل وطنهم وشعبهم الذي يرونه يزداد سوءا يوما بعد يوم بينما هم يمتلكون المفتاح والعصى السحريه المجربه القادره على إنقاذ الوطن مما هو فيه. اننا كاردنيين نقف أمام مشهد أقرب الى الدراما فالفرصه العنقوديه كانت متاحه بين يدي دولة الرئيس ولكنه لم يعيرها أي إهتمام مكتفيا بالمقابلات وبتعديل يفهم على انه تسيير اعمال مع احترامي وتقديري لشخوص الوزراء فطبيب العيون لا يمكنه اجراء عملية قلب مفتوح ولا حتى استئصال مراره لذلك يلجأ للمسكنات معالجا الاعراض بدلا من الاسباب. لقد كان بمقدور الرئيس ان يفعل شيئا للاردنيين في هذه الظروف الحالكه ولكنه لم يفضل ذلك بدليل استثناء تلك الطاقات ولا نعرف ما هي الموانع التي دفعته نحو ذلك هل هو الخوف من الاصلاح ام عدم الجاهزيه لتطوير الأداء الحكومي وكشف المقصرين واقالتهم ضمن برنامج مراقبة الاداء الحكومي أم ان قوى الشد العكسي و مافيات الدولة العميقه اعاقت بل منعت دخول اولئك الشباب المتحمسين لنادي الوزراء خوفا على تقاطعات ومصالح هوامير الظلام.
لقد
آن الاوان يا دولة الرئيس للاستعانه بل الاستنجاد بكل اردني قادر على العطاء سيما وانهم يحملون شهادات حسن سلوك من دول كانت تعاني وتطورت بسواعد اردنيه نجحت في التحليق بتلك الدول واوصلتها الى مصاف الدول المتقدمه والرياديه في مختلف مجالات الحكومه الالكترونيه وتطوير الاداء وبناء الاستراتيجيات الفعاله داعيا العلي القدير بالخير للاردن والاردنيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى