الدولة معصبة / عمر عياصرة

الدولة معصبة

واضح أن صدر الدولة بدأ يضيق من موجات النقد الشعبي الكبير التي طالت أداءها بعد عملية الكرك واستعرت أكثر حين أعلن الملقى عن إجراءاته الاقتصادية الصعبة.
لم تكتف الدولة بشعور ضيق الصدر، بل تحول الأمر الى سلوك «اعتقالي» يراد منه ضبط الشارع وتوجيه رسالة للناس بأن للنقد حدودا وان الأجهزة موجودة والانفلات ممنوع.
توقيف النشطاء سلوك ليس بالصحي، لن يقدم ولن يؤخر في طبيعة طرح الحكومة لحلولها الغائبة للازمة الاقتصادية، بل ستتعمق معادلة النقد والغضب والرفض.
الأجهزة الأمنية ليست معنية بتحويل اللوم من «غيرها إليها» وذر الرماد في العيون، لخدمة من تسبب بخلق البنية العامة لازمتنا الاقتصادية والسياسية.
قد ينفلت البعض بالنقد ويبالغ، ونحن لا نقبل كجمهور غير راض عن السياسات الاقتصادية بلغة التهديد بالسفارات أو بمنطق هدم الذات.
لكن الدولة اليوم مطالبة بالتعامل معنا بمنطق الأبوية والحنان أكثر، لأن أدواتها هي من قصرت بحقنا، فلتحتمل منا فلتة نقد، أو كلاما قاسيا، فالأزمة أعمق من زيارات السجون واستغلال البعض لها.
ألم يكن من سبيل إلا الاعتقال..؟!، ألم تكن السياسة كافية، ومساحة الديمقراطية تتيح احترام الرأي للرأي الآخر..؟! ألم يكن من الأفضل لو أن الحجة في مواجهة الحجة والبرهان مقابل البرهان..؟!
أتمنى أن تطوى هذه الصفحة سريعا، ويفرج عن المعتقلين الليلة قبل الغد، لان البلد ولا الناس حمل تأزيم، المخاطر تحيطنا من كل جانب، ولتتخلى الدولة عن عصبيتها وتفكر بعقل بارد…!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى