الدولة مرتبكة وكذلك الناس / عمر عياصرة

الدولة مرتبكة وكذلك الناس

لا اخفيكم ان ما جرى في الكرك من حراك اقلقني جدا، فرغم قناعتي ان قرارات الحكومة الاخيرة كانت قاسية الا انني ظننت مخطئا بوجود خطة للدولة تواجه فيه الارتدادات المحتملة لكل ذلك.
مصيبة المطبخ السياسي انه اختار هاني الملقي ليدير مرحلة هي اكبر منه، ومصيبة الملقي انه اختار فريقا اقتصاديا غير ذكي في تمرير سياسات غير شعبية كما انه من باب اولى لا يملك مهارة التفكير خارج الصندوق.
اخشى على البلد، ويتملكني من الامس خوف حقيقي، فالسوار يشتد على رقابنا، وتحيطنا عناوين الازمة بكل اتجاه وعند كل مفصل: «سوريا، العراق، حل الدولتين، الاقتصاد، الغباء».
ما هكذا تورد الابل في ادارة الازمات يا مطبخ، قد نكون امام تحديات صعبة خانقة غير مسبوقة، وقد نضطر لقرارات غير شعبية، لكن هذه المراحل تحتاج الرجال الثقاة والقادة الملهمين، والوطنيين غير العاديين.
الملك لا يكفي وحده في التعاطي مع الازمة، نحتاج الى «ادارة ازمة» مختلفة في بنيتها وقدرتها وشجاعتها، تتحمل مع الناس الغرم ولا تبحث عن مغنم، فالاردن اليوم اهم من كل المراهقات ومن كل تصفية حسابات.
نحتاج قيادات تتحدث الى الناس بدون تلعثم، تصارحنا، تشع من وجهها هيبة اللحظة وقيمة الموقف وعناء الاردنيين، نريد حالة مختلفة تعبر بنا الى بر الامان.
يزعجني خائفا، ان يعود الحراك الى الشارع، كم تغنيت بالهبة والهية، لكنها تقلقني اليوم رغم حسنها الابيض، الدولة مرتبكة، والناس محتقنون الى حد الثمالة، وننتظر منك يا مطبخ فعلا مسؤولا لا خارقا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى