الدجـــــــــــّــــــــــــــــال

بعد ان أنهت جواريه الحسان وصلة من الرقص ، تقدّم شاعر متجوّل من مجلس الوالي وألقى بين يديه قصيدة محشوة بالمديح و البطولة والرجولة وأوصاف تعظيم لا تجتمع الا بالأنبياء ..سُرّ لها الوالي وكافأه بصرّة من الذهب وأمر له بوليمة..
وفي غمرة الزهو والشعور بالعظمة ، صفّق الوالي مستدعياً حاجبة فرفور ..
الوالي: اسمع يا فرفور ..أريدك ان تجري مسابقة بين رساّمي الولاية كلها ليرسموا لي صورة كاملة أعلقها في مدخل القصر ، ومن يظفر بالجائزة له كيس اكس لارج من الذهب..
لم يدع فرفور رسّاماً مشهوراً في الولاية الا وزاره وأبلغه برغبة الوالي وبقيمة المكافأة..وفي كل مرّة كان يقابل بكلمات التوسل والرجاء من الرسّامين لإعفائهم من المهمّة ، حتى ان بعضهم رحل عن الولاية خوفاً من بطش الوالي ، وبعضهم أقدم على كسر يده ليجد مبرّراً للاعتذار..فمن يجرؤ على رسم والٍ أعور وأعرج؟..فإن رسموه بأوصافه الحقيقة..غضب ونال منهم..وان رسموه صحيح العينين والرجلين…سوف يتّهمهم بالسخرية وينال منهم ايضاَ..

بقي الحاجب فرفور هائماً على وجه في الولاية..يبحث عن رسام يقوم بالمهمة..حتى التقى صدفة برسّام كحيان هامل من الدرجة العاشرة يدعى زعبور..وأخبره برغبة الوالي ، وبقيمة المكافأة..
تشجّع زعبور وأخذ على عاتقه ان ينجز المهمة، لكنه طلب مهلة يومين على الأقل..بدوره ذكّره الحاجب فرفور بخطورة الرسمة..ان رسمتها هكذا.. سوف تفهم هكذا..وان رسمتها هكذا سوف تفهم هكذا..
مفهوم!! هزّ زعبور رأسه ، وانطلق الى بيته..

بعد يومين من تدخين الهيشي المتواصل وشرب النسكافية 3 في 1 والتفكير العميق، أنجز الفنان زعبور الرسمة..لفّها وأخذها الى قصر الوالي ..
كان القلق يخيّم على وجه الوزير الأول والمستشارين والحاجب..عندما بدأ الرسام يفرد لوحته أمام حضرة الوالي…
(يخرب بيت امّك) صاح الحاجب فرفور مندهشاً عندما شاهد الرسمة :

تفاصيل الرسمة : ((الوالي يغلق عين ويفتح الأخرى وقاية من الشمس الساطعة في زاوية اللوحة ، ويرفع رجله العرجاء على رأس أسد منبطح ويتكئ على سيف مغروز عمودياً في عنق الأسد)).
***
وبالفعل سرّ الوالي من لعانة حرسي الرسام ، وأمر له بكيسين من الذهب حجم اكس لارج..تبغدد الرسام زعبور بقيمة الأعطية ، فتزوّج ابنة الحاجب وأنجب بعدها ذريّة الدجّالين…

مقالات ذات صلة

* خاص بخبرني

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى