الداخل الفلسطيني.. «قصب مشلّخ» / عمر عياصرة

الداخل الفلسطيني .. «قصب مشلّخ»

اعتذرت حماس والجهاد الاسلامي والشعبية عن حضور اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، الذي سيناقش فيه تداعيات القرار الاميركي القاضي بجعل القدس عاصمة لاسرائيل.
حماس والآخرون برروا اعتذارهم بأسباب قد تكون منطقية، واعتقد ان حماس تخشى المشاركة في لعبة ديكورية يريد عباس من خلالها ممارسة ضغط على الاميركان لا يرقى لمستوى رؤية حماس ولا لمستوى الحدث الفلسطيني.
بالمقابل ارسلت سلطة رام الله الدعوة للقنصل الأميركي في القدس، لحضور اجتماع المجلس المركزي الذي سيعقد على مدار يومين، ضاربة عرض الحائط بكل مقولات المقاطعة المزعومة لواشنطن.
رغم صعوبة المنعطف الذي يعيشه المشهد الفلسطيني ومصيريته، الا ان التفصيلات الفلسطينية لا زالت عاجزة عن التفاهم او عن صياغة الحب بينهم، بل هناك اصرار غريب على ابقاء التناقضات حاضرة في كل لحظة وحين.
فرحنا حين قامت فتح بدعوة «حماس والجهاد» لاجتماعات المركزي، حيث شعرنا بأن ابو مازن يريد لملمة الحالة الفلسطينية ووضعها امام مسؤولياتها التاريخية بشكل جماعي لا انفراد فيه.
لكن للأسف، كانت مجرد رغبات قافزة عن الحقيقة، فلو اراد الفلسطينيون خيرا بأنفسهم، لأنجزوا المصالحة صبيحة يوم قرار ترامب المشؤوم، لكنهم ترددوا.
ما يزعجك في السلوك العام لكل الفصائل الفلسطينية تجاه المصالحة، انهم يقنعونك بشكل اكيد، ان ازمة التناقض بينهم بنيوية، متفق على بقائها، يعتاش البعض الكثير منها.
الانسان الفلسطيني هو الخاسر الوحيد من كل تلك الاخطاء، القدس ايضا خاسرة بامتياز، ويبقى السؤال الكبير المليوني: متى سيصحو هؤلاء، واي الاحداث الجسام اكبر من مشروع تصفية قضيتهم سيوقظهم؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى