الخَصخَصة و النَصنَصة!!! / د . ناصر نايف البزور

الخَصخَصة و النَصنَصة!!!
الدكتور ناصر نايف البزور
نعيش هذه الأيّام ذكرى عزيزة على قلوبنا حقّق فيها رجالنا البسطاء نصراً على العدو الصهيوني… لم يكن يوم الكرامة نصراُ ساحقاً أبَدنا فيه قوّات الصهاينة و لكنّه كان يوماً أثبتنا فيه لأنفسنا أنّنا نستطيع مواجهة الصلف الصهيوني و إن انعدمت إمكانياتنا العسكرية المادية…
فكرامة شعبنا كانت أقوى من دبّابات و مصفّحات العدو الغاشم…. و لكنّنا مع الأسف لا نكاد نذكر أحداً من أبطال الكرامة؛ و أصبحنا كالدمى نتحرّك كما يريدنا الإعلام حتّى في تحديد مفهوم البطولة و الإنجاز…..
فنحن الأمّة الوحيدة التي أصبح التنافس في الإنجازات في قمّة صيرورته يكون بعمل أكبر صحن حمّص و أكبر حبّة فلافل….
و نحن الأمّة الوحيدة التي تُفرد البرامج و الصفحات لراقصة أو مغنيّة للحديث باسهاب في قضايا الساعة من ثقافة و سياسة؛ فيما يُهمّش أصحاب الفكر من أهل الاختصاص و لا يُسمح لهم بالحديث في تلك المواضيع ذاتها….
و نحن الأمّة الوحيدة في القرون الحديثة التي تُصنع لها الآلهة و الأبطال في خمس دقائق فتتّخذها آلهة تعبدها و تقدّسها….
ذلك لأنّنا الأمّة الوحيدة التي تشتّق كلمة “بَطَل” بمعنى تحقيق البطولة… و “بَطَل” بمعنى نقض الحق و شيوع الباطل من الجذر “ب.ط.ل”…… فلزم أن تكون بطولاتنا باطلة و زائفة…
و بهذه المناسبة أقول إلى جميع المهللين و المسبّحين بحمد الدكتورة ريما خلف و “بطولتها” بعد استقالتها من منظّمة الإسكوا حتّى وصفها البعض بأنّها “أشرف إنسان عربي”….
يا جماعة نحن لا ننكر أنّ الدكتورة فهمانة و خبيرة في التخطيط و الاقتصاد و السياسة…. لكن يجب أن لا ننسى أنّها كانت أحد أبطال الخصخصة الثلاثة الذين “خوزقوا” الشعب الأردني و خطّطول لبيع مقدّراته “بتراب المصاري” عن طريق القصقصة أو الخصخصة …. 🙁
يعني كل ذرّة اسمنت و بوتاس و فوسفات و كهرباء ضاعت كانت دكتورتنا ريما مسؤولة عنها…. 🙁
استقالت الدكتورة ريما و ستعود إلى الوطن و سنستقبلها بتيجان الغار؛ و قد تتولّى رئاسة الوزراء أو أحد المناصب الحسّاسة قريباً؛ و عندها قد نقول: عادت ريما لعادتها القديمة….و ربّما ستقوم بتطبيق سياسة “النصنصة” بدلاً من الخصخصة… و “النصنصة” سياسة لم تُتكتشف بعد تقوم على مشاركة الشعب في قوته و في كل ما يملك نُص بنُص؛ يعني فِفتي فِفتي….بكفّينا غباء 🙁

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. في كل كلمه كتبتها بل في كل حرف أصبت كبد الحقيقه. لا فُض فوك

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى