الحياة التي تليق / شادن صالح

ثمَّة أشياء نفعلها الآن تؤرق مخادعنا غداً.

كأن لا أعترض على أمي عندما تجعلني ألبس ثياب أختي بعد أن تصغر عليها .. وأستمر ” بالزن والنق ” إلى أن تشتري لي ما لم يلبسه من قبلي أحد..
كأن أستكين كأي طالبة هادئة لا تعمل أي شلّة مع البنات لإقناعهن بالإعتراض على معلمة ما أو اسلوب تدريس ما

عندما بلغت الثامنة عشر كان من المفروض أن أرضخ لاوامر أمي بأن أضع أحمر الشفاه لإصطحابي معها إلى جارتنا أم عيسى التي رزقت بمولودها السابع حتى تتعثر إحدى النساء بي وتخطبني لإبنها وأعيش بغرفة في بيت أهله بحمام مشترك طبعاً ..وأكون أم أحمد بعد تسعة أشهر تماماً . واستيقظ صباحاً لأعزم الجارات على فنجان قهوة وأتفاعل مع حديث أحداهنَّ بمكافأة زوجها لها بشرائه رداء نومٍ احمر لها وليلة خميس ساخنة .. ..لم يكن من المحبب أن أسافر أدرس في بلاد الغرب ذو الثقافات المختلفة والغريبة والمقنعة في كثير من الأحوال ,, وأن لا أتكلم أو أسأل عن ما لا يعنيني ..أو أجلس مع أشخاص يتكلمون عن الديانات والحضارة والسياسة أو حتى حديث عن حقوق المرأة ..لأن ذلك حتماً سيفتح عيوني على أشياء من المفترض أن لا أتكلم فيها … كأن لا أتسكع أمام المحلات الراقية وأحفظ عن ظهر قلب أسماء أشهر الماركات من العطور والملابس حتى لا أطلب أي منها كهدية من زوجي في عيد ميلادي .. كان من المتوجب علي أن أحظى بستة أو سبعة أبناء على الأقل لانهم في النهاية ” عزوة ” لي … وأن أصرف النظر عن أي حمية غذائية تحافظ على القوام والرشاقة وأتحول من بنت بوزن 48 كيلو جرام ألى أم أحمد بوزن 75 كيلو جرام لأنها “راحت علي ونفقت خلص ” … من المفترض أيضاً أن أقبِّل يد حماتي بعد كل شجار مع زوجي تكون هي السبب فيه لأكون ” الكنَّة ” المرضيّ عليها … وأن أكون أكثر النساء خبرة بأنواع البامبرز الجيد وأكثرهنَّ حفظاً لمواقيت نزول موسم الملوخية و الملفوف … يجب عليَّ أن لاأكتب ذلك اساساً حتى لا أفتح عيون إحداهنَّ على أصول الحياة التي تليق

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى