“دلو دهان وفرشاية”..

مقال الثلاثاء 29-11-2016
النص الأصلي
“دلو دهان وفرشاية”..
في اليابان – على ما أعتقد وحسب ذمة الراوي- اشتكى أصحاب البقّالات والمحلات الكبرى أن بعض عبوات اللبن من مصنع محدد تصل فارغة بين بعض الطرود بشكل متكرر، فأثناء تفريغ الكراتين يكتشف أن هناك عبوة او اثنتين مغلفة ومختومة لكنها فارغة..وعلى ما يبدو انه أثناء مرور العبوات على خط الإنتاج يفرغ اللبن من الخرطوم أو ماكنة التعبئة الأمر الذي يحتاج الى ثوانٍ قليلة لتزويدها، فتمر أكثر من عبوة فارغة تجاه الختم القصديري والتغليف…المهم اجتمعت إدارة المصنع مع مهندسي الإنتاج لحل المشكلة ، البعض اقترح وضع مجسّات مضيئة تبين العبوة الممتلئة من غيرها قبل التغليف لكنها بحاجة إلى إعادة برمجة الخط الإنتاجي كاملاً ويكلف عشرات الآلاف من الدولارات، مهندس آخر ، طالب بتغيير قاعدة العبوة التي تمشي على قشاط الإنتاج إذا كانت ثقيلة تذهب للختم والتغليف وإذا كانت خفيفة تطرح أرضاً اوتوماتيكاً لكنها أيضاَ بحاجة إلى موازنة كبيرة لتغيير الخط..احد العمّال الواقفين فوق رؤوس المهندسين استأذن مدير المصنع باقتراح ..فأذن له بالتحدث..قال: لدي حل سهل وبسيط ولا يكلف أكثر من 10 دولارات ، لماذا لا نضع مروحة عادية مثل تلك التي نقتنيها في البيوت ونقربها من خط الإنتاج..العبوة الممتلئة ستصمد وتذهب للتغليف والفارغة ستطير بفعل الهواء المتدفق…فوافقوا على اقتراحه بالإجماع وطنّشوا أراء المهندسين..
قبل أسبوعين كنت في دبي..واكتشفت أنهم ابتدعوا في بعض الشوارع المزدحمة ،طريقة رائعة للمواصلات العامة..ولم يحفروا ولم يغيروا مسارات ولم يضيّقوا أرصفة ولم يهدموا أنفاق ولم يسرقوا 176 ملون دولار كما حصل في الباص السريع..كل الذي كلّفهم..”علبة دهان أصفر” فقد فصلوا المسرب الأيمن عن باقي المسارب ورسموا حدوده بخطّ أصفر متصل من أول الطريق إلى آخرها وخصصوه لسيارات الأجرة وحافلات النقل العام ، تماماً نفس فكرة الباص السريع لكن بدون تكلفة ، ومن يخالف من السيارات الخاصة هذا الخط ويقود سيارته في هذا المسرب المخصص يغرّم بمبلغ لا يقل عن 200درهم..كل الذي كلّفهم “دلو دهان وفرشاية”..ماذا لو استغنينا عن قصة الباص السريع كلها ورسمنا مثل هذا الخط ووضعنا لافتات تفيد انه ممنوع ارتياده الا من الباص السريع أو من سيارات الأجرة والحافلات العمومية وسيارات الإسعاف…ونضع كاميرات ثابتة لمخالفة المتجاوزين..كم سنوّفر على أنفسنا وكم سنتقدّم بإنجازنا…المسالة لا تحتاج إلى موازنات ولا مساعدات ولا قروض..تحتاج إلى حكّ الدماغ قليلاً بدلاً من تسليمه إلى بارئه “جديد لانج”!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. مع احترامي لما كتبت استاذ احمد ، الا ان سولافة دلو دهان وفرشاية بتنفع عندنا فقط امام الكاميرات والفلاشات .. بالضبط مثل سولافة القشاطات
    سولافتك ما بتوفي معهم ولا بفتّل خيطان لجيوبهم

  2. معظم الدول المتقدمه إن لم تكن كلها تنتهج نفس الأسلوب، هنالك مسارب خاصه لوسائط النقل العام ولا يسمح باستخدام هذه المسارب من قبل سائقي السيارات الخاصه لا بل وتفرض غرامات كبيره على المخالفين ، ويسمح باستخدامها فقط في أوقات معينه تكون فيها وسائط النقل العامه غير عامله. وكما أشار الأستاذ أحمد جميعها فقط يفصلها عن المسارب الأخرى خط بلون معين، مثلا البلد الذي أقيم فيه المسارب مفصوله بخط دهان لون أحمر.

  3. فكرتك عظيمة كما هي فكرة اليابان ودبي لآنك دليتهم على أسهل طريقة لسرقة ما تبقى من القرض.. وبعدها سيفشلون ما إقترحت دون تنفيذ..! نشكيهم لله.

  4. أما في أمريكا فهناك ما يسمى بـ Car Pool Lane وهو المسرب الاخير من جهة اليسار يوجد مربع مرسوم على الارض بعد كل 100 متر وعلى طرف الجزيرة الوسطية لافتة صغيرة جدا تقول (3 اشخاص او اكثر بالسيارة الواحدة، وغير ذلك مخالفتها 480 دولار كحد ادنى) ناهيك طبعاً عن الخط الاصفر للمسرب اليمين في داخل المدن الصغيرة والمزدحمة مثل سان فرانسيسكو ولكن يسمح للسيارات بالسير عليه المهم ان لا يكون خلفه مباشرة حافلة نقل عام وإلا سوف يدفع غرامة.

  5. أعتقد جازماً أن الأزمة لدينا هي أزمة خلق قبل أي شئ أخر، نعم … فلا البنية التحتية لدينا ولا الإمكانات تسمح لنا بعمل طرق داخلية متعددة المتسارب، ولكن عندما تم تجربتها في العاصمة عمّان لم يلتزم بها أحد، بالأمس سرت بالمسرب المخصص للنقل العام مقابل الجاممعة الأردنية وعندما انتبهت الى إشارة انه مخصص للنقل العام خرجت مسرعا منه رغم الأزمة الكبيرة في المسارب الأخرى، بإعتقادي يجب تغليظ العقوبة وقبل ذلك تثقيف الناس أو قانون حاسم “يسري على الكل”، في دبيّ ومعظم مدن الخليج فإن معظم من يستخدمون هذه الطرقات هم من الأجانب ويلتزمون بالقانون إما مجبرين بسبب القانون الشديد أو بس الخلفيات التي جاءوا منها في بلادهم الأم

  6. حبيبي استاز احمد…محككوك الدماغ عندهم بس كيف بدهم يلطشوا لو ما عملوا هيك..متل الولد الي بتوديه يشتري باكيت winston لو ما راح يشتريلك دخان ما رح يقدر يخنصر ال 20 قرش باقي باكيت ال winston .

  7. سيدي الأخ أحمد … هنا تجتمع الحكومة لمدة أسبوع وتعمل عصف ذهني لأفكار جديدة وبناءة تخدم الوطن والمواطن …. كيف عندنا في الاردن فيه عصف ذهني وتفكير ليل مع نهار بس حزرك لألأي شيء لخدمة الوطن؟؟ للمواطن؟؟؟؟؟ وإلاااااااااااا؟!!!!!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى