الحقيقة دائماً تجرح / مروان الدرايسة

الحقيقة دائماً تجرح / مروان الدرايسة

لا أعرف لماذا عندما نقول الحقيقة دائماً يتم اتهامنا بالإساءة للآخرين وتشويه سمعتهم وهل النفاق وطمس الحقائق وإظهار الجانب المضيء هومن ينجينا من ظلم البشر الى متى نبقى نعيش في زمن الأقنعة الزائفة ونحن لا نرى سوى ضمائر غائبةً ؟ وهل لقمة العيش تحتم علينا أن ننتزع من قلوبنا الرحمة والإنسانية لإرضاء أصحاب العمل ومدحهم بصفات النبل والشهامة والمروءةَ ووصف منشأتهم العامة بأنها المدينةَ الفاضلةَ وهي على النقيض من ذلك , لماذا ينحصر تفكيرنا في مصالحنا الضيقة على حساب المصلحة العامة ؟

لقد أصبح بعض البشر عبيداً للمادةَ بكل ما تعنيه كلمة عبيد من معنى وتجردوا من مبادئهم وإنسانيتهم لمجرد تحقيق أحلامهم بالرفاهية والعيش الرغيد على حساب عذابات وألآم أناس إختبرهم رب العزة بالمرض الذي أنهكهم جسدياً ومادياً وقد تجردوا من المعاني الإنسانية النبيلة لمهنتهم وانحازوا الى التجارة بإسم هذه المهنة مهنة الطب لا أقول جميعهم بل غالبيتهم فإذا انبرى الواحد منا للوقوف الى جانب هؤلاء الذين إمتحنهم خالقهم بالمرض أصبح بنظرهم أي نظر من يمارسون مهنة الطب شيطان رجيم وأتهم بأنه الخائن الأعظم والشيطان الرجيم الذي لا بد من رجمه , متى نرتقي بتفكيرنا وعقولنا ونحلق بها عالياً فوق مصالحنا الآنية والدنيوية ؟ .

إن هذه الدنيا زائلة لا محالة فهل ادخرنا شيئاً لأخرتنا ؟ وهل سينفع المال إن كان غايةً وليس وسيلةً في يوم تتقلب فيه الأبصار ؟ لا بد لنا أن نعود الى تعاليم ديننا الحنيف وأن نتذكر بأنه لا يدوم سوى العمل الصالح ومرضاة رب العزة في حياتنا قولاً وعملاً لا تمثيلاً ورياءً. ما فائدة السمعة العطرةَ المبنيةَ على أسس زائفةٍ إن لم تكن حقيقةً ماثلةً أمامنا تتسلل بين جوانحنا وتفوح بأريجها لتملأ المكان , أننا في هذا الزمن الأعوج قلبنا مبادئنا فأصبح الحق باطلاً والنفاق مسايرةً والكذب مجاملةً والمتاجرة بجراح الآخرين شطارةَ وذكاءً . إن الايثار في عصرنا هذا أصبح عملةً نادرةً بل أنه لحناً مزعجاً لا يحبذ الكثيرين سماعه لأنه ببساطة يحد من أطماعهم في التعلق بالأنانية المفرطةَ التي تتملكهم وتملأ جوانحهم أينما حلوا وأرتحلوا وذلك ما جعلنا ندخل في نفق مظلم لا يستطيع أحد إخراجنا منه سوى أن نعود الى الطيبةَ والأصالةَ التي كانت سائدة في أزماننا الماضية لدى أباؤنا وأجدادنا .

مقالات ذات صلة

ختاماً لا يسعني إلا أن أقول لنعد الى جذورنا لتبتسم لنا الحياة وكما يقول الإمام علي كرم ألله وجهه : كن في الحياة كعابر سبيلوأترك وراءك كل أثر جميل فما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيف إلا الرحيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى